|
رسالة الى متحاوري الكويت
بقلم/ حميد قائد الشابرة
نشر منذ: 8 سنوات و 7 أشهر و 8 أيام الجمعة 15 إبريل-نيسان 2016 08:00 م
ينتظر الشعب اليمني الثامن عشر من ابريل الجاري بتفاؤل وأمل كبيرين، لما سيحمله هذا التاريخ من تطلعات وطموح للشعب برمته في حال صدقت نوايا من سيلتقون على طاولة المفاوضات لوقف نزيف الدم والاحتكام للحوار بدلا عن السلاح.
مفاوضات يريدها اليمنيون مغايرة لسابقاتها في سويسرا التي فشلت في ساعاتها الاولى، وبالتالي فان الامال المحفوفة بالحذر والخوف معلقة على المفاوضات اليمنية اليمنية المزمع انطلاقها الاثنين المقبل في الكويت برعاية اممية ومباركة عربية، والتي يأمل الجميع ان تعمل على ايقاف الحرب والاقتتال ووضع حد لمعاناة المواطنين والخروج بمعالجات للأحداث التي جرت وتجري في البلاد منذ اكثر من عام وما تلاها من تدخل عسكري من قبل التحالف بقيادة السعودية.
ولعل منبع التفاؤل ان للكويت رصيد ايجابي في لم الشمل اليمني، وفي محطات تاريخية عدة كانت مفاوضات فرقاء الوطن الواحد تنتهي بتسوية سياسية تمهد للسلام.
ولا يتطلب نجاح الحوار المقبل سوى نوايا صادقة ومخلصة وضمائر حية تستشعر المسؤولية الوطنية والانسانية والاخلاقية امام اليمنيين، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما دونها من مصالح شخصية وحزبية ضيقة. وفي حال قدم المتحاورون ومن يقفون ورائهم مصلحة الوطن على مصالحهم وجعلوا هم الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، فسيتوصلون حتما لاتفاقات وتوافقات تنتصر تنهي الحرب وتنتصر للسلام، مهما كانت التنازلات من قبل كافة الاطراف.
ولكي يتم انجاز كل ما يطمح إلية الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه من أمن وامان ولقمة عيش هنية ومسكن مريح يجب ان يكون المتحاورون رسل خير ووئام رسل محبة وسلام , وان يتجردوا داخل قاعة الاجتماعات في الكويت من الحزبية والمناطقية والطائفية وان يلقوا كل ذلك وراء ظهورهم.
في تلك القاعة يجب عليهم ان يكون حزبهم الاول والاخير هو الوطن وحلفهم هو الشعب وهدفهم هو الحل ورأيهم هو السلام ومشورتهم هي العفو والامان.
ان يكون ماضيهم كلنا مخطئون وحاضرهم حان وضع الحلول ومستقبلهم شعبنا واحد ووطننا واحد على مر العصور وشعارهم اليوم نكون او لا نكون.
ان يكون المتحاورين على قدر المسئولية التي اوكلت إليهم وان يتحلوا بالحكمة ويكون هدفهم الاول والاخير هو إيقاف الحرب والاقتتال مهما كان الامر، لا لشيء الا من اجل من بقى حيا من المواطنين وما تبقى من مقدرات وممتلكات البلاد.
الاحزاب او القوى او الجهة او بمعنى اعم واشمل الاطراف التي ستقدم التنازلات من اجل الوطن هي التي سيحسب لها النصر حتى وان قدمت التنازلات تلو التنازلات، اما من سيتشدد لمواقفه وأراه دون تقديم تنازلات فهو الطرف المتعنت الذي وان بدا لوهلة انه انتصر فان انتصاره ليس للوطن وانما للحزب او الجماعة التي ينتمي اليها او يمثلها. وبالتالي فان أي انتصار على حساب الوطن هو خسران مبين، فمن يريد ان يبني وطن ويكرم شعبا سيضحي ومن اراد عكس ذلك لن يضحي ولن يقدم شي حتى ولو غرق الوطن بنهر من الدماء واشلاء الأبرياء من أطفال ونساء.
عشرات الالاف من القتلى والجرحى سقطوا حصيلة عام كامل من الحرب بيد مختلف الاطراف المتصارعة، فضلا عن الدمار الذي طال الممتلكات العامة والخاصة. وان الدماء التي سالت جراء الصراع كانت كفيلة لكتابة وثيقة تصالح وصلح بين القوى الداخلية المتصارعة والقوى الخارجية طولها سيلف الكون عشرات مرات واول حرف من عنوانها (التسامح هو الحل والوطن يتسع الجميع) يبدا من قلب ميدان السبعين في صنعاء واخر حرف ينتهي في ساحة العروض بعدن.
والسؤال الذي يطرح نفسه: الم نكتفي بهذا القدر من الارواح التي زهقت بدون وجهة حق والدماء التي سالت والدمار الذي حل؟ ام ان السياسيين والمتحاورين سيواصلون خلافاتهم مثل ما حدث في جنيف وسيتواصل معه نزيف الدم في البلاد ويسقط المزيد من الابرياء وتصبح دماءهم حبرا بالون الاحمر يمكن من خلالها كتابة تاريخ العالم ألف مرة ومرة.
بالمختصر أيها المتحاورون أخلصوا نواياكم وسخروا طاقاتكم وامكانياتكم من اجل الوطن فالوطن لم يعد يحتمل أكثر مما هو عليه، بعد ان اثقلت الحروب والصدامات كاهله وأصبح في حالة يرثى لها ويبكي علية كل من سمع حكايته وراء واقعة المرير.
املنا كبير في المتحاورين وثقتنا فيهم أكبر وصدقوني انه في حال عقدتم النوايا الصادقة سوف نكون جميعا من الناجين وان كانت النوايا سيئة سوف تهلكون ونهلك جميعاً. |
|
|