د.عبدالعزيز المقالح
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed كتابات
RSS Feed
د.عبدالعزيز المقالح
رؤيا
مأساتي تضجُّ بها الحقَبْ
ماذا بعد «الدولة الكردية» ؟
متى يتوقف نزيف الدم العربي؟

بحث

  
ثلاثة فصول من سيرة النهر اليابس
بقلم/ د.عبدالعزيز المقالح
نشر منذ: 3 سنوات و 8 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 16 مارس - آذار 2021 06:56 م


على النهرِ 

تَجْلِسُ أمي

تَخِيْطُ حكاياتهِا للصغار

وتَحْلُمُ في كل عامٍ

بأن يأتيَّ الماءُ كي يملأَ النهرَ،

أسألها: 

كيف تدعوه نهراً ولا ماءَ فيهِ؟

تجيب: لقد كان محتشداً بالمياه

تفيض على الضفتين.

ومن مائهٍ العذب تشرب قريتُنا

وقرىً حولنا

وقرىً قبلنا

وقرىً بعدنا

بيد أن القرى اختلفت 

وتنازع أبناؤها حول من يملك النهر

سال دمٌ

وجرتْ في الضفاف دموعٌ، 

بَكَى النهرُ

أحزنه ما جرى

فتوارى، ولكنه -قالتِ الأم-

سوف يعود.

 * * * 

على النهر

تَجْلِسُ أمي

تغنِّي لعشبٍ سينمو

لوردٍ تراه على الضفتين، 

وأشجارٍ احتفظ الشِعرُ منذ سنين

بأسمائها 

وعصافيرها 

وظلالِ انحناءاتها 

كانتِ الأم تأتي

محمَّلةً برصيدٍ من الذكريات

إلى حافة النهر

تنشر أحلامَها ومواجيدَها

فوق صمتِ الحصى

وذهول الصخور

وفي كَفِّهَا شجرٌ لا يجف

وفي وجهها خُضْرةٌ

لا تنامْ.

 * * * 

على النهرِ 

تَجْلِسُ أمي تصلِّي

وتقرأ في وردةٍ لا تجيء 

وفي شجرٍ يابسٍ

ليس يورق. 

أطفالهُا يكبرون

يَشبُّون،

وهي تَخِيْطُ الحكايات 

عن ذلك النهر

كيف استوى فوق صمت الحصى

والتراب

وكيف غدا.

كانت الطرق الجبلية

تأتي إليه بأرغفةٍ

وتعود محملةً بسلال من الخوخ

واللوز.

أين الطريق؟ 

أختفي!

والصبايا اللواتي نزلنَ به

وسبَحنَ على ضِفَّتَيِهِ 

إذا ما مررنَ بهِ 

في رعاية أحفادهن 

تأوَّهن حُزْناً عليهِ

ورَدَّدَن: واحسرتاه!  

*من ديوان "الشمس تتناول القهوة في صنعاء القديمة"

من صفحة الكاتب على القيسبوك*

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى كتابات
كتابات
عبدالباري طاهر
الانتفاضة اللبنانية ومستقبل الربيع العربي
عبدالباري طاهر
عبدالرحمن بجاش
القلم لم يمت.. هنا يكمن الأمل؛ حيث تتوهج الكلمة
عبدالرحمن بجاش
عبدالباري طاهر
ما بين "الثورة" و"الانقلاب"
عبدالباري طاهر
عبدالباري طاهر
عودة الاحتجاجات السلمية العربية
عبدالباري طاهر
حسين الوادعي
في انتظار المرأة الجديدة
حسين الوادعي
عبدالباري عطوان
لماذا يُصعّد الحوثيون هجماتهم بالمُسيّرات والصّواريخ الباليستيّة على العصَب الأهم للصّناعة النفطيّة السعوديّة؟
عبدالباري عطوان
المزيد ..