|
إب.. أول المنتصرين!
بقلم/ محمد الجماعي
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و 3 أيام الخميس 21 مايو 2015 06:57 م
تخرج (إب) بشكل شبه يومي، لا لتقاوم، بل لتعلن أنها (اولى) المحافظات المنتصرة..
يتظاهر شبابها، يجوبون شوارع المدينة طولا وعرضا قائلين: هل من أحد هنا؟..
يصلى الثوار الجمعة في أي (ساحاتهم الثلاث) شاؤوا، فلم تنقطع الجمع الثورية منذ طويت كل الساحات الأخرى، ولم تتوقف إلا لتعود من جديد، تناصر قضية، وتؤازر مطلبا يهم الوطن بأكمله..
تدفع إب بسخاء وإباء من دماء أبنائها الزكية فاتورة المقاومة، منذ اصطدم المد الحوثعفاشي (ولأول مرة) في اليمن ببنادق أبناء مدينة إب ثم قبائلها لاحقا، والتي ألحقت العار بهيبة مليشياته وحطمت صورتها الذهنية، انطلاقا من دماج ومرورا بعمران فصنعاء وذمار وحجة والحديدة والمحويت، فلم تنطق (فوهة بندقية) إلا في المدينة الخضراء.
نجاح المقاومة في إب، دونه خرط القتاد في مدن أخرى لم تكن بعد قد قررت مقاومة مماثلة.
وبالرغم من احمرار أنف الحوثي/عفاش من بسالة رجال إب، رغم الدفع والتنسيق المسبق مع زعماء الخيانة لاستقبال الغازي في وادي السحول، إلا أن محاولاته بعد ذلك لتعزيز مليشياته باءت بالخزي وتكللت بالفشل الذريع، في اختراق الدائرة الجبلية (المطوقة) لعاصمة اللواء الأخضر، من يريم وكتاب والرضمة والمخادر وبعدان والعود والقفر والعدين، وسقط العشرات من زنابيل الحوثي ب (كمائن محكمة) دبرها ونفذها رجائل القبائل تلقائيا في هذه المديريات المحيطة بالمدينة بنصف قطر يزيد على 50 كم من جميع الاتجاهات..
وعندما قررت الطواير (من دون طيار) أن تحلق في سماء رداع، سارع الحوثي لركوب موجة انتصار خادع هناك، ليغطي به عار (الملطام الأخضر)، موكلا لمفاوضيه في إب مهمة الحصول، ولو على (وهم) العودة إليها بـ (لجانه) لا بخيله وسلاحه، ونقطتي تفتيش لا ترفع شعار الصرخة ولا يلصقه أفرادها على أسلحتهم خوفا عليهم..
وريثما تفوق بقية المحافظات من الصدمة، فقد انطلقت من بلاد (علي عبدالمغني) شرارة المقاومة الشبابية (رفض) و (مد) و(شباب لأجل اليمن)، وما يزال القائد أحمد هزاع سجين صرخة (رفض) التي ترددت أرجاؤها في باقي المحافظات، وخضع أمينها العام موسى العيزقي للعلاج في القاهرة جراء اختطافه وتعذيبه..
لقد حدثتني نفسي، وظننت وبعض الظن إثم، أن موقع المحافظة في قلب اليمن ووسط هؤلاء الرجال وتلك الجبال تؤهلها لتكون عاصمة (منيعة) لبلاد العربية السعيدة..
تخلد ذاكرة اليمنيين ردة الفعل الوحشية ضد عائلة الشيخ بدير وتفجير بيوته ومؤسساته وتفخيخ جسد طفله (مصطفى بدير) بالمتفجرات بعد قتله، بإسناد اللواء 55 حرس، الذي هرع إليه جرذان الحوثي لوذا به من ضربات قبيلة بدير وسائر قبائل القفر..
وها أنذا أتطرق إلى قبائل القفر دونما ترتيب، وما عليَّ سوى الوقوف تحية لهذه المديرية القوية، ومنحها وسام (أول) مديرية يمنية ترفع لواء التمرد ضد التواجد الحوثي وتطرد مليشياته غضبا لأبناء عدن البواسل وتأييدا للشرعية.. لقد انتفضت بقيادة المناضل الشيخ (حمود نعمان البرح) كأول إسناد على الأرض لتحالف عاصفة الحزم.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فلقد آن الأوان أن تسجل ذاكرة المقاومة الشعبية فضل (السبق) في هذا المضمار لقبائل الرضمة بقيادة المناضل الشيخ عبدالواحد الدعام منذ عامين، وها قد عاد من جديد لاستئناف المقاومة، وإني لا أملك هنا سوى التعبير عن عميق امتناني ومعي ملايين اليمنين به وبرجال الرضمة وجبلة التي قدمت أول 4 شهداء من عزلة الربادي، والتحية موصولة ل (لآلاف) من شباب إب ورجالها ومقاتليها المشاركين في (كافة جبهات المقاومة) دفاعا عن تعز وعدن ومارب والبيضاء وأبين وشبوة والضالع وغيرها..
وحدها إب دون سائر مدن اليمن تملك القدرة والشجاعة للخروج بمظاهرات حاشدة. ووحدها إب قادرة على أن تخنق صالح وأعوانه وأن تقطع إمداداتهم إلى تعز وعدن، من خلال قبائلها الممتدة على الخط الاستراتيجي الهام من ظفار ويريم شمالا إلى قاع الجند جنوبا، فإذا لم تفعلها يريم، نفذتها كتاب، وإذا لم تدمرها المخادر وقبائل سمارة، تولاها وادي السحول، أو نقيل السياني ونجد الأحمر، أو دمنة خدير أو رجال مدينة القاعدة..
هل تتذكرون كم نفذت هذه المدينة - التي تنعدم فيها نسبة الأمية أو تكاد - عمليات ضد مليشيات الحوثي وصالح، منذ زمن بعيد..
وبالرغم من أن مليشيات الحوثي وصالح في إب، لا ترى بالعين المجردة، يتساءل الكثيرون عن جهل: "لماذا محافظة إب لا تقاوم"؟. |
|
|