تعز بين المجلس الثوري والمجلس العسكري تصفية حسابات 2011م لا مقاومة
فاروق مقبل
فاروق مقبل
في 12 سبتمبر ايلول 2011م شكل في تعز ما سمى المجلس الثوري للدفاع والأمن وعيين العميد صادق سرحان رئيساً للمجلس.
في 6مايو 2015 م أعلن عن تشكيل ما سمى المجلس العسكري للمقاومة الشعبية بمحافظة تعز برئاسة العميد صادق سرحان نفسه.
وبين المجلس الثوري والمجلس العسكري وإن كان الأول للدفاع والأمن والثاني للمقاومة الشعبية مساحة كافية لفهم وإدراك مسارات الأمور وطريقة التفكير والمألات المحتملة لمستقبل الأحداث في المدينة التي تحولت إلى مسلخ بشري ومكب نفايات.
هكذا يبدوا أن كل طلقة رصاص في تعز لم تأتي من فراغ بل خطط لها بإصرار على السير بالمدينة المدنية إلى الهاوية شاء من شاء وأباء من أباء.
المجلس الثوري جاء بعد محرقة الساحة التي وقعت بعد فترة طويلة من سلمية الاحتجاجات الشبابية، والمجلس العسكري للمقاومة الشعبية يأتي اليوم بعد نحو شهر من حرب شوارع بشعة طالت المنازل والمشافي والمدارس والمباني الحكومية والعسكرية ومئات القتلى وآلاف الجرحى والنازحين والمشردين من أبناء المدينة.

تحرير تعز من "الحوثيين والعفاشيين " مصطلح وهمي برر لحرب قذرة سوقت للخارج والداخل على أنها مقاومة شعبية، وتتلقى الدعم المادي والسلاح بواسطة إنزال جوي تنفذه مقاتلات 10 دول عربية وخليجية تقودها المملكة السعودية في عدوان واضح وصريح على اليمن أرضا وإنسانا، فيما البداية لم تكن عدا مواجهات متفرقة بين قوات الأمن الخاصة وجنود كتيبة من اللواء 35 مدرع التي أعلن قائدها الانشقاق عن قيادة اللواء وتأييد شرعية الرئيس هادي، بمعنى أنها مواجهات بين طرفين أحدهما عسكري والأخر أمني في إطار حكومي كان يمكن احتوائه حكوميا دون حاجة المدينة ومواطنوها لحمام الدم المتدفق لولا أن عشاق الانشقاقات في الجيش والأمن منذ العام 2011م من أبناء تعز العميد في ما كان يعرف بالفرقة الأولى مدرع صادق سرحان والضابط في الأمن السياسي الشيخ حمود سعيد المخلافي قررا الانضمام إلى المواجهات المحدودة رافعين يافطة " المقاومة الشعبية " لتحرير تعز من الحوثيين والعفاشيين، وهكذا وجدت تعز نفسها تدفع الثمن باهظا وبكلفة عالية جدا.
كتيبة اللواء 35 مدرع التي أعلنت الانشقاق عن اللواء وتأييد شرعية الرئيس هادي ليست عدا كتيبة المجندين الذين تم تجنيدهم في العام 2011م والعام 2012 في الفرقة الأولى مدرع منشقين عن الجيش ومؤيدين الثورة الشعبية الشبابية " ما عرف حينها بالجيش الحر ".
الانشقاقات في الجيش والأمن منذ العام 2011م كارثة الكوارث التي تواجه اليمن وإعلان كتيبة أو قائد عسكري تأييده للثورة الشبابية حينها أو ماحدث أبان وعقب سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر 2014م جرائم كان من المفترض التصرف حيالها بقوة وحزم ويتم إحالة القادة كتائب ومعسكرات ضباط وصف ضباط إلى محاكمات عسكرية علنية وتنفذ بحقهم أقسى العقوبات الرادعة لا أن يتم ترقيتهم أو تغيير مواقعهم القيادية بين بقية الوحدات العسكرية أو الأمنية، كان على الرئيس هادي وقد تسلم زمام القيادة العليا للقوات المسلحة أن ينصب في كل وحدة عسكرية أعلنت انشقاقها عن القيادة العليا السابقة محكمة عسكرية، لا أن يبدوا ممتنا لتلك الوحدات وقياداتها.
أعود إلى المجلس العسكري للمقاومة الشعبية بتعز والذي سيتولى بحسب المعلن التنسيق بين قوات الجيش المؤيدة للشرعية والقبائل الموالية لها.
التنسيق في ماذا؟ في مقاومة "الحوثيين والعفاشيين " منهم الحوثيين والعفاشيين: هم اللواء 22 مدرع " حرس جمهوري سابقا " وقوات الأمن الخاصة " أمن مركزي سابقا " قوتين أحدهما عسكرية والأخرى أمنية ظلتا خلال العام 2011 بمعزل عن مهزلة الانشقاقات ولذا ما زالت القوى المحركة للأحدث حينها تناصبهما العداء وترى فيهما قوتين ولائهما لعفاش الرئيس السابق والحوثي المسيطر على مقاليد الحكم في البلاد حاليا.
المقاومة مصطلح ثوري مغري لا أعتقدني أو أعتقد أحد غيري من اليمنيين يرفض أن يكون في صفوف المقاومة، أؤمن بدون نقاش بحق الإنسان بالدفاع عن عرضه وماله ودينه بكل الوسائل المشروعة والمكفولة وأشجع على ذلك وأحرض على ذلك، وهذا ما أؤمن به.
لكن ما يحدث اليوم في تعز ليس مقاومة، ولكنه مشروع تخريبي يهدف إلى تصفية حسابات متبقية من العام 2011م


في الخميس 07 مايو 2015 08:19:41 م

تجد هذا المقال في المركز اليمني للإعلام
http://yemen-media.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://yemen-media.com/articles.php?id=385