اليمن بإختصار شديد
الوجيه المنصور
الوجيه المنصور
قول تبرأة للذمة أمام الله وأمام الشعب اليمني شمالاً وجنوباً. اتفق العربان والغربان على تقسيم اليمن والتحاصص (التقاسم) فيما بينهم جميعاً بعد تدميره بالكامل كل بحسب مشاركته المادية في العدوان وذلك بصرف النظر عن الظرف او الحالة الإنسانية الكارثية التي هي آخر همهم. إن ما يحدث الآن من عدوان على اليمن هو ليس ضد او مع هذا الطرف او ذاك ولا مع هذه الطائفة او تلك، بل انه الجشع المهيمن على العربان والغربان معاً معتبرين ان اليمن أصبح لقمةً صائغة يريدون أبتلاعه.


الحصار:

قبل الإستطراد في غايات وأهداف العربان والغربان من العدوان على اليمن دعوني أعرج لأول مرة على ما نحن فيه الآن. 
تركنا مطار جيبوتي قبل ساعات في طريقنا للعودة الى بلدان مختلفة بعد إسبوعين كاملين قضيناها مع بعض الزملاء في مطاردات للهيئات الدولية ومحاولات لإختراق الحصار جواً ام بحراً الى صنعاء او عدن او الحديدة او المخاء. طرقنا كل الأبواب، ألتقينا برؤوساء بعثات الامم المتحدة ومنظماتها، الصليب الأحمر، وكالات ومنظمات الإغاثة، السفارات وملحقياتها، تواصلنا مع الأصدقاء من مختلف التخصصات ذات العلاقة من طيارين وبحارين وأطباء ودبلوماسيين، الجميع كان يعد بتقديم المساعدة ثم بعد يوم او ايام يعتذر. تم إعادتنا عدة مرات من ميناء جيبوتي بل حتى من على متن بعض السفن والقوارب في عرض البحر إلى البر. صحيح ان ثمة من يستطيع العودة الى اليمن من العالقين جواً او بحراً ولكن بعد عناءٍ شديد وطول إنتظار والتعرض للتفتيش اذا كان عن طريق الجو فيما يسمى بمطار بيشا في ما تسمى (بالسعودية) حيث يتعرض البعض منهم للتحقيق ومن ثم التوقيف والإختطاف. عموماً لم تكن تنطبق علينا مواصفات (العالقين)، لذا حاولنا أساليب اخرى مختلفة لكن كلها بائت بالفشل، لم تغب عنا حتى فكرة الإلتحاق بالباخرة الإيرانية عندما علمنا انها ستمر عبر جيبوتي لكنها خذلتنا ايضاً. 
وجدنا ان الحصار على اليمن حصار محكم وخانق في نفس الوقت. العشرات من السفن الإغاثية والتجارية عالقة في عرض البحر بإنتظار تصاريح العبور. التروبيدوز والفرقاطات البحرية والعسكرية تملاء الطرق البحرية المؤدية الى اليمن. إنه حصار محكم ومتعمد لتجويع وتركيع الشعب اليمني لإجباره على التسليم.


المؤامرة: 
لا يمكن للعربان والغربان تنفيذ عدوانهم بشكل فج وممنهج وفي ظل سكوت دولي مهين ومنحط إلا في حالة وجود أطراف داخلية (يمنية) متنازعة ومنقسمة الى أكثر من فريق، وأطراف خارجية دولية أخرى متماهية ومتواطئة مع العدوان. في الحالة اليمنية لدينا فريقان داخليان، كلاهما مدعوم من قوى العدوان. ( قبل ان يذهب تفكيركم بعيداً... إنتظروا حتى نهاية السلسلة لهذا المنشور الذي سيضع الجميع امام الصورة الكاملة حول التآمر الذي يدور على يمننا الحبيب) هذه القوى الخارجية تعمل مع الفرق الداخلية وتدعمها كما لو ان أحد طرفي المعادلة يقوم بتمثيل دور البطل (protagonist) والطرف الآخر بدور الخصم (antagonist) بالمعنى الدرامي للكلمة. بمعنى ان هناك فريق داخلي برئاسة عبده هادي الدنبوع وأتباعه الذين يقفون مع العدوان بشكل صريح وواضح رغم إرتدائهم قمصان العفة والشرف الذين فروا بقياداتهم الى الخارج وظل أتباعهم في الداخل وهولاء يخدمون الخارج من أجل إنتصار العدوان ليقوموا بتمثيل قواه وباروناته وكهنته في الداخل بالوكالة مستقبلاً. وهناك طرف داخلي آخر يتظاهر بالوقوف مع الثورة ودعمها ولكنه في واقع الأمر يديرها بشكل غير مباشر ويأكل الثوم بأفواه الثوار الحقيقيين. هذا الطرف هو الأخطر لأنه يلقى الدعم السري والغير مباشر من بعض قوى العدوان بحكم علاقاته الإستراتيجية معهم، (أقول البعض، لأن آخرين لا يعلم بكل تفاصيل ما يدور خلف الكواليس بالكامل رغم إشتراكهم في العدوان) بينما هو وفي ذات الوقت يلقى دعم خارجي خفي آخر وبحبل سري قديم مع قوى تتظاهر بوقوفها مع الثورة. هذا الطرف بالذات هو من ينفذ ويدير معظم فصول اللعبة.


علي عبدالله صالح

ماذا يعني النظام الدولي او ماتسمى بالعلاقات الدولية: - من ضمن ما تعنيه العلاقات الدولية التي تربط العلاقات المتشابكة بين الدول في إطار النظام الدولي او النظام العالمي هو بإختصار ان الكيانات التي تمتلك حدود معترف بها تسمى "حدود دولية" لا يحق لأي دولة أخرى المساس بها أو إختراقها، وأي كيان له شعب ذو خصائص تميزه ويمثله نظام او سلطة او حكومة شرعية منتخبة او نظام دستوري متعارف عليه من قبل هذا الشعب يصبح دولة ترتبط بعلاقات مع الدول الأخرى وفقاً للقانون الدولي. دون وجود هذا الأساس الشرعي يضحى هذا الكيان نهباً لكل من هب ودب، وهذا ما أصطلح عليه بالفراغ الدستوري او الفراغ السياسي.

ولذا كان لابد من سد هذا الفراغ في اليمن بأي شكل من الأشكال، فعندما أستقال الرئيس والحكومة فجأة في يناير الماضي ودون سابق إنذار لا سيما في ظل إنتهاء صلاحيات مجلس النواب بالإضافة إلى وجود الصراع المستشري على السلطة، قامت قوى الثورة وأنصار الله بإصدار (الإعلان الدستوري) الذي جاء في وقته المناسب والحساس رغم ماأعتراه من قصور قانوني بعض الشئ الا انه كان بمثابة ضربة سياسية بإمتياز جعلت المجتمع الدولي والخليجي الطامع في اليمن يترنح ويقف على رجل واحدة، لكنه ورغماً عن أنفه قبل على مضض بالأمر الواقع مؤقتاً ريثما يتدبر الأمر. مرت عشرين يوماً دون ان يتحول هذا الإعلان الهام الى قصة عمل سياسي ثوري على الأرض. تخيلوا من كان يقف وراء السبب في عدم تنفيذ الإعلان الدستوري؟. كان هو!!!! ...... فجاء هروب هادي (الدنبوع) إلى عدن الذي كان القشة التي أنقذ بها البعير، وتخيلوا مرة أخرى من كان وراء هروبه؟ .... كان هو أيضاً. تخيلوا وتخيلوا هذا وإشياء كثيرة أخرى تحدث رغم عدم وجود علاقات مباشرة او تحالف بينه وبين أنصار الله كما يحاول الإعلام الخارجي إثباته وتثبيته بأي شكل من الأشكال لدرجة ان الجميع أكل الطُعم بمن فيهم الكثير من أنصار الله أنفسهم. وهذا هو اللغز المُحير الذي سنقوم بالكشف عنه لاحقاً.

مع الأسف كلما قامت القوى الثورية وأنصار الله بعمل ثوري هام وحساس يتم إجهاضه من قبله هو........ وماذا تكون تداعيات هذا الإجهاض وهذا التقاعس لأي عمل او تحرك سياسي. يكون الإستمرار في رفع وكشف الغطاء السياسي عن اليمن وإعادة الأمل لقوى الشر بإلتهامه. معظم البعثات الدبلوماسية بعد أن تلاشت أهمية الإعلان الدستوري بتقدم العملية السياسية التي كان يفترض ان تنفذ بعد أسبوع او أسبوعين بالأكثر من إصداره والتي كانت ستضع العالم أمام الأمر الواقع، أنهت أعمالها وغادرت البلاد وقال بعضها بصريح العبارة بأنه لم يُعد لنا عمل في اليمن. كان هذا التصريح قانونياً وسياسياً في نفس الوقت ولكن مع الأسف لم تنتبه القوى الثوريه لمغزاه بل أعتبرته إنتصاراً ودحراً لقوى التسلط والإستكبار.

في هذا العالم المتوحش والمتربص الذي نعيش فيه ينبغي على كل شعب ان يحافظ على مقوماته القانونية والشرعية والأمنية والعسكرية من أجل الإحتفاظ بكيانه السيادي والسياسي المستقل، ولكن ما حدث في اليمن هو ان القائمين على هذا الكيان او ماكانوا يعتبرون بممثلي السلطة التي كانت تمثل الشعب اليمني (شكلياً) من حكومة ومعارضة قاموا جميعاً بشكل مدروس ومتعمد ببيع اليمن لدول الخليج والغرب من خلال التوقيع بادئ ذي بدئ على (المبادرة الخليجية) التي ابتكرها ووضع صياغتها في الأساس وذلك بموجب إعترافه شخصياً هو (علي عبدالله صالح) الذي يعتقد الكثيرون بان هذا المسخ هو من أذكى السياسيين على مستوى اليمن بل وعلى مستوى الوطن العربي بحسب إعتقادهم، لكن الحقيقة هي انه من أحط وأسفل وأبلد من خلق الله على الأرض. كلما ما هنالك هو أنه ربط نفسه مع قوى المصالح الدولية الكبرى أين ما وجدت وضد كل ما يمتُ بصله لليمن وشعبه. هه القوى الكبرى هي من أبقته ورممته وحافظت عليه حتى اللحظة وهي ايضاً من تخطط وتفكر له ولا يقوم بأي حركة إلا بوازع وبأوامر وبتعليمات منها.


هذا المسخ الذي دمر اليمن خلال حكمه واتته أكبر الفرص الذهبية الآن بان ينسف ما تبقى من هذا البلد عن بكرة ابيه نهائياً ويقضي على كل ما تبقى من القوى الوطنية بما في ذلك أنصار الله. تخيلوا أنه هو (المدير التنفيذي) ومن يقف وراء كل عمليات العدوان على اليمن بما في ذلك تحديد أماكن الضربات على مستوى الأرض اليمنية، وما بقية الخونه في الرياض وغيرها إلا فرق الكومبارس التي تعمل معه بينما تعتقد بكل سذاجة وغباء سياسي نادر ومهين أنها تحاربه وتقف ضده.


في الجمعة 29 مايو 2015 09:51:19 م

تجد هذا المقال في المركز اليمني للإعلام
http://yemen-media.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://yemen-media.com/articles.php?id=394