|
وهو ما لوحظ على عمليات التحالف التي تحولت غاراتها الجوية في الآونة الاخيرة الى عبث يومي بأمن الأبرياء وحياتهم وعناوين عريضة للقتل المجاني وسفك دماء الامنين بعد ارعابهم.
وبدا واضحا ان الحرب التي تشهدها اليمن تفتقر لأخلاقيات الحروب من قبل كافة اطرافها، بعد ان تحول المدنيون الى أهداف سهلة يمكن قصفهم وقتلهم دون ان يكلف القتلة انفسهم عناء التحقق من هوية من يقتلون.
ولعل من أسوأ سيناريوهات عاصفة الحزم في اليمن هو تكرار الغارات الجوية على نفس الهدف، بشن قصف جديد بعد دقائق او ساعات معدودة من القصف الاول لذات الهدف، الامر الذي يحصد بصورة مستمرة أرواح الأبرياء وبأعداد كبيرة، حيث ان اليمنيين اعتادوا عقب كل غارة جوية الخروج لنجدة الجرحى وإسعافهم خاصة إن كان هناك اطفال ونساء بين الضحايا، فتأتي الغارة الثانية لذات المكان لتقتل كل أولئك الأبرياء الذين دفعتهم نخوتهم لنجدة الجرحى وإنقاذ حياتهم، وهو ما حدث بالفعل السبت الماضي للشيخ عبدالله بن شاجع احد ابرز مشائخ قبيلة وائلة بمنطقة العطفين مديرية البقع محافظة صعدة، اذ هب الرجل مع عدد من مرافقيه لإسعاف اطفال سقطوا ضحايا غارة جوية وقعت بالمنطقة، وما ان وصل الرجل ومن معه الى هناك حتى اطلقت طائرات التحالف صاروخا اخر قيل انه بالخطأ لذات المكان المقصوف سابقا ما ادى الى استشهاده ومرافقه الى جانب عدد كبير من الابرياء بينهم اطفال ونساء.
الامر نفسه تكرر في جسر الدليل بمحافظة اب في الـ21 من ابريل المنصرم، وقتل في الغارة الثانية التي اتت بعد وقت قصير من الاستهداف الاول لذات الجسر نحو 30 شخصا من الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل، المشهد ذاته يتكرر بصورة شبه يومية في اكثر من مدينة ومنطقة يمنية.
لا نؤيد سلوك جماعة الحوثي وإجرامها بحق اليمن واليمنيين، لكن هذا لايعني ان نصمت حيال الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات التحالف بأخطائها التي لا تغتفر ولا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال.
ويجب على دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ان تعي خطورة مثل هذا التهاون وانعكاساته السلبية على مختلف النواحي، اذ لم يعد هناك متسع لتحمل مزيد من الاستخفاف بأرواح اليمنيين وحياتهم.
في الثلاثاء 02 يونيو-حزيران 2015 05:46:55 م