اثبتوا أنكم وطنيون ..
حميد قائد الشابرة
حميد قائد الشابرة

الوطنية ليست شعارات للاستهلاك، أو ادعاءات تلوكها الألسن والأقلام، وهي أكبر وأسمى من مجرد هرطقات جوفاء للمزايدة بها على الآخرين. الوطنية باختصار أعمال تسبق الأقوال، وسلوك تترجمه الوقائع ويشهد به الواقع، وعدا ذلك فهو ادعاء زائف وخداع لا يمكنه ان ينطلي على احد. فليس من حب الوطن نهب خيراته وأمواله والمتاجرة بقضاياه المصيرية واحتكار المناصب القيادية والوظائف العامة على فئة معينة وإقصاء بقية فئات المجتمع ، وليس من حب الوطن تمييز أشخاص عن آخرين بسمات وصفات محددة، وليس من حب الوطن توزيع صكوك الوطنية لمن يواليني وصكوك الخيانة لمن يخالفني الرأي ،وليس من حب الوطن نشر الفرقة والكراهية والحقد والبغضاء والمذهبية والطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني ذو القيم السمحاء والوسطية في الدين والمعتقد .

فمع بزوغ فجر الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر انحسرت الكثير من العادات الرجعية التي كانت سببا في تخلف اليمن ولحاقها بركب الدول المتقدمة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وبدأ اليمنيون بتشكيل الهوية الوطنية الجامعة لهم والتي تكللت بنجاح عندما أعلنوا وحدتهم المباركة في الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م، رغم المؤامرات والدسائس التي كانت تحاك ضد تأسيس هوية وطنية جامعة لكل اليمنيين شمالا وجنوبا .

 ما يزال اليمنيون اليوم يخوضون معركة الدفاع عن مكتسباتهم كلا باسلوبه وطريقته الخاصة وكأن عجلة التاريخ تعود للوراء ولكن بسيناريوهات مختلفة.

إن الهوية الوطنية في كل أمّة هي الخصائص والسمات التي تتميز بها، وتترجم روح الانتماء لدى أبنائها، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها تفقد الأمم كل معاني وجودها واستقرارها، وبها يكون وجودها من عدمه، ومن الواضح اليوم أن اليمنيون يخوضون معركة الهوية الوطنية من خلال ترسيخ مبداء "الحقوق المشتركة لدى كافة فئات الشعب"، حيث يتمتع أبناء الهوية الوطنية الواحدة بالحقوق ذاتها، كحق التعليم، وحق التعبير عن الرأي، وحق الحياة بكرامة وعزة على أرضهم، وغير ذلك من الحقوق التي تجسد معاني الهويّة الوطنية. وبما أن البعض قد اختزل الوطن والوطنية في أشخاص عبر ادعائهم بذلك، فعليهم ان يثبتوا لهذا الشعب صدق ادعائكم وذلك من خلال أن يكون الوطن ومصلحته وأمنه واستقراره ، ووحدته هي الهدف الاسمي والأغلى والأعلى ، وأما الشعب فقد قال كلمته وعبر عنها في الميادين والشوارع والجبهات " لا وألف لا للطائفية والمذهبية والسلالية والمشاريع التشطيرية والظلامية والمؤامرات الإقليمية والدولية المعادية لليمن أرضا وإنسانا .

 نعم للوحدة والديمقراطية والمصالحة والوئام والسلام ولم الشمل وتوحيد الصف ." فهل وصلت الرسالة أيها السادة


في الثلاثاء 29 أغسطس-آب 2017 11:38:17 م

تجد هذا المقال في المركز اليمني للإعلام
http://yemen-media.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://yemen-media.com/articles.php?id=502