الشرعية اليمنية .. مظلة للتدليس ومرضى الكذب الإخواني "حادثة الفلج مثالاً"
جلال محمد
جلال محمد









لم يعد ثمة شك لدى المتابع لما يعتمل في الساحة السياسية اليمنية منذ إنهيار الدولة بمفهومها العام" كدولة جامعة" و أصبحت دولة فردية أو حزبية إنتقامية منذ نهاية أزمة 2011م، و الشواهد كثيرة جداً على ذلك من خلال حملة الإقصاء والتهميش والتلفيقات التي تقوم بها كل جماعة من جماعات التسابق على السلطة مسخرين في سبيل ذلك كل أدواتهم أكانت أخلاقية أو لا المهم الوصول إلى المبتغى تحت مبرر" الغاية تبرر الوسيلة"

و لعل أكثر ما أدى إلى ما نحن فيه من إيذاء طال الوطن والمواطن هو آلة الإعلام وما يتخللها من تدليس وكذب بالإضافة لإستغلال السلطة بيد جماعة ما لتنال من الجماعة الأخرى ومن خصومها السياسين فضلاً عن إختراعها خصومات جديدة.

ومن يـتأمل إعلام وناشطي الإخوان المسلمين في اليمن (حزب التجمع اليمني للإصلاح) سيعرف أنه وصل ومن خلفه قيادات الحزب السياسية وكتيبته الإعلامية، إلى مرحلة من السفه والخساسة وانعدام الأخلاق.

فأينما وجدت أكذوبة، أو شائعة، أو شتيمة، أو تناولات غير صحيحة، أو انحدار في الطرح السياسي وهبوط في التناول والمضمون.. وجدت كتبة الإخوان، وقياداتهم الصنمية التي تتلبيس برداء الشرعية و لم تتورع في الفجور في الخصومة، وأضافت إلى ميزات الجماعة في صناعة التطرف والعنف والتخريب والقتل، ميزة جديدة هي الكذب، والتدليس، والتضليل الذي يمارسونه في أقبح صوره.

ولعل آخر نماذج ذلك- ما تصر عليه قيادات محسوبة على الشرعيه و مواقع الإخوان وناشطيه من تلميع كاذب لديمقراطيتهم و عدالتهم و نظاميتهم في المناطق التي يكونوا فيها إمبراطوريات خاصة سواءاً في "مأرب أو تعز " مستغلين كل إمكانيات الدولة للإنتقام ممن يختلف معهم و خلق عداوات جديدة قبلية وسياسية، بينما الحقيقة تنافي ما يزعمون، فعلى سبيل المثال قرأنا قبل أقل من شهر عبر مواقعهم و شاهدنا تصريحات مسؤولي الأمن في مأرب المحسوبة على الشرعية "الإخوانية" في الجريمة التي أرتكبت بحق مشائخ وأعيان وايلة و رأينا التدليس والكذب الذي نشرته المواقع التابعة لمدعيي الشرعية و المتلبسين بها و كيف شوهوا الضحايا في سمعتهم مدعيين بأنهم عصابة مسلحة و تجار مخدرات !!!

و نحن هنا لسنا في معرض الرد على الإخوان وإعلامهم أو الشرعية وتساهلها أو حالة التماهي التي تعيشها و الرضى عن طيب خاطر أو رغماً عنها عما يفعل الإصلاح في مأرب، و لكن ما أبشع أن تقتل القتيل و تعمل على تشويهه و تلطيخ سمعته، فالدين والأخلاق والعرف لا يقبل ذلك خصوصاً وأن الدين يقول " أذكروا محاسن موتاكم" ولم يقل لفقوا و لطخوا سمعتهم و أكذبوا كي تنفوا عن أنفسكم الجرم الكبير الذي أقترفتموه.

أثق كل الثقة إن أهالي و أقارب وقبيلة المغدور بهم ليسوا بحاجة إلى تكذيب المكذب.. كونه لا وجود له أصلاً إلا في رؤوس المجرمين ممن وجه وأمر و نفذ مجزرة الفلج ، لكن ما يجب الإشارة إليه أن مثل هذا الكذب الممنهج إنما يندرج في إطار ما دأبت عليه الشرعية عموماً و الإخوان ووسائل إعلامه بشكل خاص من محاولات بائسة ويائسة لدفع الدلائل التي تكشف زيفهم وكذبهم .

ولعل ما تقوم به تلك القيادات والأدوات الإعلامية والناشطين التابعين لهم من محاولات دس رخيصة لتشويه أناس يعرفهم اليمن و تعرفهم القبيلة اليمنية ،إنما تعكس النفسية المريضة لهذه الجماعة التي لم تنتج طيلة تاريخها سوى حفنة من التنظيمات والجماعات الإرهابية التي خرجت كلها من رحم هذه الجماعة لتنشر الإرهاب، والعنف ،والتطرف ،والغلو، والقتل ،ومشاهد الدماء، وأشلاء الضحايا الأبرياء، ليس في اليمن فحسب، بل وعلى امتداد المعمورة .

لقد ظن الكثير من اليمنيين - منذ تدثر هذه الجماعة برداء الشرعية وإلتحاقها بركبها في الرياض أن جماعة الإخوان في اليمن (حزب الإصلاح) وباعتبارها أصبحت شريكة بل المتحكم الأول في السلطة ومسار العملية السياسية، ستحاول الترفع عن ممارسة الصغائر، والإسهام في إخراج الوطن من أزمته بالابتعاد عن الكيد السياسي والمناكفات الحزبية وخلق العداءات القبلية والتدليس والكذب والتلفيق، لكنهم أثبتوا أن الطبع يغلب التطبع.. وأن من شب على شيء شاب عليه .

طبع لم يقف عند إتباع نهج الكذب والتضليل بحق خصومهم واستهداف الرموز القيادية التاريخية سياسية أو قبلية في اليمن، بل إن تحركات الجماعة وخطابها السياسي والإعلامي أكد تورطها في دعم كل ما من شأنه توسيع دائرة الصراع و خلق العنف، وأعمال التخريب ، مستغلين مؤسسات الدولة، والجيش والأمن، لمارسة هوايتهم في اغتيال الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية كما حدث في الفلج و ممارسة التشويه بحقهم .

نصيحة أخيرة نوجهها لهم : لقد مل الشعب كذبكم وأحقادكم، وسفاهتكم وفجوركم في الخصومة، وكل محاولاتكم في الوقيعة والتشويه والتلفيق واليوم ها أنتم تقتربون من القبيلة اليمنية التي يختلف التعامل معها عن الأحزاب السياسية فلها من العادات والأعراف ما يفرض عليكم أن تفكروا ألف مرة قبل أن تنطلقوا فيما أنتم معتادون عليه.. و عليكم أن تعلموا أنه لن تنالهم ترهاتكم وسخافاتكم وشائعاتكم وأكاذيبكم، وسيظل الكبار " كبار" يتسامون عن أساليبكم ويترفعون عن مجاراتكم في الإسفاف والهبوط، وصدق الشاعر حين قال:

كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْباً فيُعجِزُكمْ :: وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ   
    


في الخميس 23 أغسطس-آب 2018 04:50:37 م

تجد هذا المقال في المركز اليمني للإعلام
http://yemen-media.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://yemen-media.com/articles.php?id=534