أسئلة تفرضها اللحظة.. أين المثقف؟
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش

 

أين المثقف؟

الثقافة ما هي؟

المثقف من هو؟

هل كل من حمل قلمًا مثقف؟

هل كل من كتب مثقف؟

ما هو المثقف العضوي؟ ومن هو؟

هل الثقافة حكرًا على فئة محددة من الناس؟

أين المثقف؟

أين ذهب؟

هل توارى، ولماذا؟

هل استسلم وانهزم؟

كيف يمكن استعادته؟ أو سيعود لوحده ضمن ظروف موضوعية وذاتية؟

وهل هي ظروفه الشخصية التي أودت به؟

يجدر بنا أن نجيب أولًا عن السؤال من هو المثقف؟

ليس كل من حمل قلمًا وكتب مثقفًا، وليس كل من قرأ حتى كتب الكون كله مثقفًا، فهناك من يقرأ بوعي وهناك من يجري كالقطار لا يتوقف في محطة، ويدهس أي كائن يمر من أمامه كالسيارة المنفلتة

لن أجنح إلى التعريفات الفكرية المعقدة، أقول وحسب فهمي، هو من لا يقف عند حدود الفكر ولا يقف عند نقطة معينة ويكتفي بالوقوف هناك، هو صاحب رسالة، ينطلق من الواقع الذي يفهمه أكثر من غيره، ويعمل على إحداث تغيير فيه إلى الأفضل، منطلقًا من خصائص مجتمعه، مستفيدًا من تجارب الغير، يستطيع أن يطوع ما يقرأ ويمارس كسلوك لصالح المجموع.

والثقافة سلوك إنساني، عبارة عن معيار لذلك السلوك، والسلوك الإنساني يشمل كل مناشط الحياة.

ليس كل من حمل قلمًا وكتب مثقفًا، وليس كل من قرأ حتى كتب الكون كله مثقفًا، فهناك من يقرأ بوعي وهناك من يجري كالقطار لا يتوقف في محطة، ويدهس أي كائن يمر من أمامه كالسيارة المنفلتة. المثقف العضوي، يعرّفه المفكر الإيطالي الماركسي أنطونيو غرامشي منطلقًا من رؤيته بأن الجميع مثقفون بطريقة أو بأخرى، ورأى بأن فئات كثيرة في المجتمع لا تمتلك الشخصية الرمزية الاجتماعية.

محمد عابد الجابري، يرى أن المثقفين لا يشكلون طبقة معينة، بل إن لكل مجموعة اجتماعية مثقفوها.

المثقف الحقيقي هو المثقف المستقل الذي لا يخضع لأي أيديولوجيا، ويحدد خياراته طبقًا لحاجة الواقع.

أين المثقف اليمني؟

بعد ثورة 26 سبتمبر الخالدة، انبرى يسجل سفرًا عظيمًا في الحياة لم يكتب له النجاح، لسكنه ضمن رؤية واحدة، تبين غرابتها فيما بعد عندما استطاع المد المظلم اجتياح كل الشروع في الاتجاه نحو المستقبل. وأغسطس 68 كانت النقطة الفيصل، حيث جرى وتحت وطأة الاتهام بالحزبية مضايقة والقضاء على المثقف والثقافة التي كانت بدأت للتو في التاريخ كقيمة في المجتمع، ولم تستطع على قيادته في الأخير، فقد تغولت الآلة الأمنية في حصد الرؤوس والنوايا حتى بان الجلد!

وأين المثقف اليمني في هذا الظرف القاسي والبادي الريبة في كل شيء؟ هل انهزم؟ هل غاب؟ وأين ذهب وذهب معه فعله؟ وهل سيعود يومًا ويعود معه دوره وصوته؟ أم أنه انهزم نهائيًّا، وفي هذه الحالة يترتب على هزيمته نهائي؟

أسئلة بحاجة ماسة إلى إجابات ولن نجدها، بل سنتوه أكثر. المثقف هو من يقود التهيئة ومن ثم عملية التغيير.

على نوع الأسئلة ستحدد الإجابات؛ إذ عليها يترتب نوع ونوعية الآتي، في ظل آلة تعمل على اجتثاث كل المساحة الخضراء.

 

نقلاً عن موقع خيوط


في الأربعاء 31 مارس - آذار 2021 04:42:19 م

تجد هذا المقال في المركز اليمني للإعلام
http://yemen-media.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://yemen-media.com/articles.php?id=558