السوريون في اليمن: تعلموا من هذا السخاء
الثلاثاء 17 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 01 صباحاً / المركز اليمني للاعلام - متابعات عدد القراءات (3046)
سوريا ربيعٌ لم يُزهر، وفي اليمن نصفُ ربيعٍ ونصف ثورة وركامٌ هائلٌ من المشكلات والأزمات. في أوضاع كهذه قدم آلاف السوريين إلى اليمن فرارا من جحيم العنف في بلدهم. على الأرجح أن أغلبهم كان يدرك منذ الوهلة الأولى أن اليمن ليست جنة الأحلام، إلا أن لسان حالهم يقول: "حنانيك بعض الشرُّ أهونُ من بعض ".
يتقاسم اللاجئون السوريون مع أشقائهم اليمنيين كل تفاصيل المشهد؛ ابتداءً من فرص الحياة والتعليم والعمل، وانتهاءً بالأزمات المتعددة التي تطحن برحاها أغلب اليمنيين. صبحي، شاب دمشقي، جاء إلى اليمن قبل عام ونصف وافتتح مطعماً صغيراً في شارع حده بالعاصمة صنعاء، يعتبر أن الحياة في اليمن لا تختلف عنها في سوريا حتى قبل الحرب: "كنتُ في سوريا معتمداً على نفسي، وكان لدي مطعمٌ، واليوم أنا أعمل في نفس المهنة وأجني ذات المداخيل ".
في مقر المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التقينا بالسيد جمال النجار، المسؤول الإعلامي بالمفوضية، والذي أخبرنا بداية أنه لا تتوفر لديهم إحصائيات دقيقة عن عدد اللاجئين السوريين في اليمن، مبرراً ذلك بالقول: "يصل السوريون إلى اليمن عبر المطارات بصفة زائرين، ولا يأتي إلا القليل منهم بعد ذلك ليسجل اسمه في المفوضية كلاجئ، ومن تم تسجيلهم إلى الآن لا يتجاوزون 2000 شخص، وهذا العدد لا يشكل سوى نسبة قليلة من العدد الإجمالي للسوريين الموجودين في اليمن ".
يواجه اللاجئون السوريون في اليمن اتهامات تتعلق بممارسة البعض منهم للتسول، غير أن أغلب السوريين الذين استطلعنا آراءهم ينفون هذه التهمة. سامر، لاجئ سوري يدرس الماجستير في إحدى الجامعات اليمنية، يؤكد: "من يمارسون التسول هم طبقة اجتماعية تعرف بالغجر، ولا يعبرون سوى عن حالة خاصة ".
يعيش المواطن اليمني على أقل من دولارين في اليوم، وهو من أقل المعدلات على مستوى العالم، ومع ذلك فإن اليمن يحتضن مئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين، من الصومال وأثيوبيا وسوريا والعراق وغيرها، ولا يشعر المواطن اليمني بأي عدائية تجاههم، وهذا ما حدا بالسيدة نكوليتا جيوردان، ممثل المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، أن تقول في وقتٍ سابق: "كان اليمن ولا يزال، بلداً سخياً و كريماً بشكل منقطع النظير مع اللاجئين، حيث يشارك اليمنيون عن طيب خاطر مواردهم المحدودة وليس هناك أي نوع من العداء في حياتهم اليومية مع الأجانب من كافة البلدان"، وتضيف: "يجب على العالم أن يتعلم من سخاء اليمن الذي أظهره على مدى العقود الماضية، هذا إذا كنا نريد تجنب الكوارث في المستقبل ".
|
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا