مقتطف من كتاب نشأة الفلسفة في فترة المأساة الأغريقيّة
الثلاثاء 08 مايو 2018 الساعة 09 مساءً / المركز اليمني للإعلام -نقلا عن صحيفة الأوان عدد القراءات (1707)
أولا، لأنّ هذه المسلمة تتناول بطريقة ما أصل الأشياء، والسبب الثاني، لأنّها تتناوله بدون صور وبمعزل عن السرد الخيالي، وأخيرا، السبب الثالث، لأنّ هذه العبارة تتضمّن ولو بشكل أولي، فكرة ” أنّ الكلّ واحد “. حسب السبب الأول، ما زال طاليس ينتمي إلى طائفة المفكرين الدينيين والخرافيين، ولكنّه يخرج عن هذه الطائفة للسبب الثاني، ويظهر لنا كواحد من علماء الطبيعة أمّا السبب الثالث فيجعل منه أول فيلسوف يوناني. لو قال إن: ” الماء يتحول إلى تراب” لكان لدينا مجرد فرضية علمية خاطئة، على الرغم من صعوبة تفنيدها، لكنه يتخطى الإطار العلمي المحض. لا يمكننا القول أنّ طاليس، من خلال عرضه لفرضيّة وحدة الكون القائمة على حضور الماء، تجاوز المستوى الأدنى للنظريات الفزيائيّة في عصره، ولكنه خطا خطوة واحدة. إنّ الملاحظات المبتذلة، وغير المتماسكة والإختباريّة، الّتي كونها طاليس حول حضور عنصر الماء وتحولاته الفزيائيّة، وبالتحديد الرطوبة؛ هذه الملاحظات لم تكن لتسمح، أو حتّى لتوحي بهذا التعميم الواسع. إنّما دفعه إلى ذلك، مسلمة فلسفية صادرة عن حدس فلسفي، والّذي نصادفه في جميع الفلسفات، الّتي حاولت مع مجهودات متجددة باستمرار التعبير عن هذه المسلمة، بشكل أفضل، إنّه مبدأ: ” الكلّ واحد”. |
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا