عبد الكريم ساورة: ثلاثية العشق والخيانة
الأحد 24 فبراير-شباط 2019 الساعة 04 مساءً / المركز اليمني للإعلام - متابعات
عدد القراءات (1412)

بصحبة الكتاب، انه بجانبي، عوضني كل شيء حي ؛’عندما غبت طواعية عني، اقرأ وفي كل صفحة من الكتاب اجد طيفك يقظ في، هواجسي ويشعل ذاكرتي الى ذكراك، ابتعدي عني كما تشائين فكل كتب العالم تقربني منك.

وجه البحر

ها أنا أجالس نفسي، وحيدا، لا استطيع النظر كثيرا في وجه البحر، انه يذكرني بوجهك الذي يشبه الموج الهائج ، لكنني رغم ذلك كنت مهووسا بملاطفتك بأصابعي المبللة بالماء، سبحان الله كنت كالسمكة تحبين الماء، وتعشقين أن تركضي على الرمل وهو يتمزق تحت قدميك الحافيتين الجميلتين ، كنت أقف مندهشا و أنا انظر إليهما بتفحص كبير ، وأنت تجري بخفة كبيرة، كنت تشبهين غزالا صغيرا تائها عن أمه، كل شيء كان يتحرك فيك كان جميلا، عندما كنت أتابعك بنظراتي غير البريئة كنت اشعر فعلا أن الجمال نعمة عظيمة، لكن لم اعرف بقيمتها إلا يوم غادرت فجأة دون رجعة، ماذا بقي لي الآن سوى الرجوع إلى نفس المكان القاسي ، اجلس وحدي كالغريب انظر حولي، كل شيء قد تغير , لون الماء ولون الرمال، ووجه البحر.

 

الخيانة مع الكتب

اعذريني حبيبتي منذ اليوم الذي غبت فيه عني، كنت أحاول جاهدا خيانتك مع أكثر من كتاب، آه، الخيانة مع الكتب حكاية لا يمكن أن يعيشها سوى المحظوظون، لكن لسوء حظي لم أكن واحدا من هؤلاء، فقد كنت تتسللين سرا إلى سرير مكتبي الصغير وتستلقين عارية، وكنت أتنفس عرقك يقطر على صفحات كتبي، ياللهول، كنت اشعر أن كل شيء يتبلل ، فيبدأ بالذوبان، فتضيع مرة أخرى فرصتي الثمينة، فتسقط لذتي على الأرض، التي كنت تنامين عليها مشتعلة، في هذه الحالة حبيبتي، لم اعد محتاجا إلى مصباح الكتب.

عبد الكريم ساورة / كاتب مغربي


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
هاملت (1964): الفيلم السوفيتي العبقري… الفصل الأخير من الدراما-التراجيدية الشكسبيرية
الشاعر اليمني (الثابتي ) يدعو جماهيره للتصويت له في مسابقة (راعي القصيد)
إبراهيم أبو عواد: الفلسفة الروحية هي الحياة الحقيقية
قصيدة لأجلكِ يا جفرا للشاعرة روز اليوسف شعبان
عدنان أبوزيد: المثقف العراقي.. ترهيب المعرفي واتجاه المعاكس