الوعي السّعيد
الأحد 21 مارس - آذار 2021 الساعة 06 مساءً / المركز اليمني للإعلام عدد القراءات (6656)
وقد كتب ماكس هوركهايمر لليو لوفنتال يقول له إنّ الثّقافة الجماهيريّة كانت تسلب الفرد تجربته الخاصّة بالزّمن، أو ما يطلق عليه هنري برجسون «الدّيمومة». خشي ماركوزه أنّ النّاس لم يَعُدْ لدَيْهم القدرة على التّصرف كذوات وأنّهم يُقنَعون خداعًا بالاعتقاد في أنّ ثمّة شيئًا يعتمد على اختياراتهم. وقد عبّر هوركهايمر وأدورنو عمّا كان سيؤول إليه الموقف العامّ للحلقة الدّاخليّة للمدرسة في كتاب «جدل التّنوير» وذلك على النّحو التّالي: الحياة في العصر الرّأسماليّ الحديث ما هي إلاّ طقس إذعان دائم، يجب على كلّ شخص أن يُظهِر أنّه يتماهى تمامًا مع القوّة الّتي تهاجمه، وهذا يحدث في مبدأ تأخير النّبر في موسيقى الجاز، الّذي يرفض الخروج عن الإيقاع ويجعله قاعدة في نفس الوقت. إنّ الصّوت المائع للمغنِّي في الرّاديو، وعريس الوريثة اللّطيف الّذي يسقط في حمام السّباحة مرتديًا بدلته الرّسميّة، هما نموذجان لمَن يَجِب أن يُصبح أيًّا مّا أرادَ النّظام. بإمكان كلّ فرد أن يكون مثل هذا المجتمع البالِغ القوّة؛ باستطاعة كلّ فرد أن يكون سعيدًا، فقط إذا كان سيُذعِن تمامًا ويُضحِّي بحقِّه في السّعادة. ****** المصدر: ستيفن إريك برونر: النّظريّة النّقديّة: مقدّمة قصيرة جدّا، ترجمة: سارة عادل، مراجعة: مصطفى محمد فؤاد، مؤسسة هنداوي، 2016. |
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا