الغربي عمران: المشهد الثقافي في اليمن في حالة موت
الموضوع: حوارخاص

الوحدوي نت

قبل سبعة أعوام صدرت رواية تحكي قصة أسرة يمنية فرّقت بين أفرادها الحرب الأهلية بين الشمال و الجنوب، والصراع بين اليمين واليسار وبين الأصولية والتقاليد من جهة، والعلمانية أو اليسار العلماني من جهة ثانية ، إضافة الى حروب القبائل والعشائر والسلطة والمعارضة..

وهذه الأسرة قبع بعض أفرادها في السجون وغاب آخرون في معاقل الثوار، وباتت النساء وحيدات بعيدات عن الأزواج والأولاد ، وفي نهاية الرواية، تتصالح رؤوس المعارضة والموالاة ويلتقي زعماء الجنوب والشمال ويتقاسمون المناصب، فيما يتوه المقاتلون والثوار في الجبال والوديان جثثا وأسرى وجرحى.. فيتحد اليمنان شكلاً وتبقى الأسرة اليمنية منفصلة بعضها عن بعض.

وكأن المؤلف يُحذّر ويُنذر بأن اليمن لن يستريح وأن الوحدة لن تدوم ما دامت العقلية المنغلقة قائمة وصراع الأيديولوجيات قائماً، ووسيلة الحوار الوحيدة القتل والتفجير والتكفير والتهجير.

 نتحدث عن رواية " مصحف احمر " للكاتب اليمني محمد الغربي عمران الاديب والمثقف الذي ألف عدد من الروايات والقصص المتميزة التي ترجمت الى الإنجليزية والإيطالية و من خلالها حصل على جوائز ادبية رفيعة ،كما ان عمران له تجارب قوية في العمل السياسي حيث شغل عضوية البرلمان اليمني ورئيساً للمجلس المحلي في ذمار ، وعين وكيلًا لأمانة العاصمة وحالياً يشغل منصب أمين العلاقات الداخلية باتحاد الأدباء اليمني، ومنصب رئيس نادي القصة.

 (المركز اليمني للإعلام) اجرى معه حواراً مقتضباً وخرج بالحصيلة التالية:

الكاتب محمد الغربي عمران دائما عندما تحل علينا ذكرى اعلان الوحدة اليمنية نتذكر رواية مصحف احمر . برأيك الى اي مدى يمكن إسقاط أحداث الرواية على واقع اليمنيين اليوم ؟

 مصحف أحمر عمل روائي متخيل.. ولا يمكن قراءة التاريخ من خلال رواية لأنه ليس وظيفتها.. لكننا يمكن قراءة الحاضر .. فالعمل الروائي الناجح هو الذي يقدم أسئلة ة ولا يجيب عليها.. ليشرك القارئ في إيجادها.

(التاريخ يعيد نفسه ) مقولة دائما نسمعه، قديماً عانى اليمنيون من التشرذم والانقسام واليوم هل تتكرر تلك المعاناة؟

هي نظرية لإبن خلدون حين تحدث في فلسفته لأحداث التاريخ وذكر بأن التاريخ يعيد نفسه.. وأنا أقول بأن التاريخ نهر متدفق دائم الجريان وان تشابه لنا لكنه لا يتطابق.. فقط الأدوات التي يستخدمها الإنسان لاخضاع أخيه الإنسان واستغلاله مثل الدين.. فنرى أنه بطول 1400 سنة وهو تاريخ الدين الإسلامي أن المتسلطين استخدموا هذا الدين أداة ومطية للتسلط والقهر.. فترى هذه الإداة الخطية يتكرر استخدامها للقهر والظلم.. وما تراه اليوم في اليمن وسوريا وليبيا والعراق أدواته الدين الكل بشهر سلاحه باسم الله والرسول كذبا وزورا

كيف تقيم اداء المؤسسات الحكومية اليمنية المهتمة بالشأن الثقافي شمالا وجنوباً ؟ 

حتى الأن لا يوجد شمال وجنوب متباين سياسيا.. لا زال الوضع كما هو .. وتسألوني عن مؤسسات حكومية هي أقرب إلى العصابات .. الكل ينهب والكل يوظف أقاربه وأحبابه .. يفكرون بعقلية قطاع الطرق.. دون أن يكون لهم وعي بدور الثقافة والإبداع.. هم مجرد عصابات من قيادة وزارة الثقافة إلى غيرهم .. فماذا لمستم منهم غير خدمة أنفسهم ومن لف لفهم يوظفون قدرات الوزارة والمؤسسات لمصلحتهم

كيف اثرت الحرب على استمرارية النشاط الثقافي في اليمن؟

المشهد في حالة موات.. فأمراء الحرب لا يهمهم إلا السلطة والسيطرة على المال العام.

وماذا عن الانشطة القادمة في نادي القصة اليمني الذي ترأسه؟

 نادي القصة ينشط ويمارس نشاطه بحب أعضاءه وما يقدموه من جهدهم دون دعم من أحد.. فقط أعضاؤه يدفعهم عشق الأدب ومحبة بلدنا

ما هو جديد الكاتب والأديب المثقف محمد الغربي عمران؟

 أكملت رواية جديدة .. وأبحث عن دار نشر

كلمة أخيرة؟

 الشكر للمركز اليمني للإعلام على هذا الحوار المقتضب وكل عام وانتم والوطن في خير وسلام .

المركز اليمني للإعلام - خاص
الأربعاء 24 مايو 2017
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.com
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.com/news_details.php?sid=28532