اليمنيات: طقوس عيدية مميزة
الموضوع: ملفات وتقارير

 

يتميز اليمنيين باستقبالهم للعيد بطقوس ومراسيم فريدة من نوعها مستعدين له وسط فرحة وبهجة لا تمحى من الذاكرة.

وعلى الرغم من اختلاف طرق الاحتفال من محافظة لأخرى تبقى لليمنيين طقوس تميزهم عن غيرهم من البلدان.

فليس وحدهم الأطفال من يحتفلون ويبتهجون بالعيد ويلبسون الجديد كذلك النساء لهن طقوسهن الخاصة إذ يقدمن على شراء ملابسهن للعيد من فساتين وعبايات (بالطوهات) جديدة ويقمن بتزين أيديهن بالحناء ونقش الخضاب وتجميل أنفسهن وتجهيز أصناف متنوعة من الكعك والحلويات استعدادا لاستقبال الزيارات من أهل وأصدقاء..

تجهيزات عيدية:

يستعدن النساء اليمنيات للعيد سواء أكان الفطر أو الأضحى في مختلف المحافظات من قبل العيد بأسبوع ويبدأن بتنظيف المنزل وشراء ملابس الأطفال، كذلك شراء ملابسهن العيدية الجديدة من فساتين وعبايات وعطور وبخور وغيرها ما يجعلهن في أبهى صورة.

تصف ندى حكيم من محافظة عدن طقوس العيد بعدن وتقول: تحرص العدنيات على استقبال العيد بتجهيزات كثيرة أهمها التنظيف للبيوت وشراء ملابس العيد وعمل كعك العيد وتجهيز الحناء والنقش والبخور والمخمريات والتي عادة ما تصنع في البيوت.

 أما سكان صنعاء فلهم طقوس عيدية لعيد الأضحى خاصة، إذ يقمن النساء بعمل مدرهه ويقمن بتعليق فوق المدرهه لبس ستارة صنعانيه أو تاج عروسة يمني كرمز للحجيج والمدرهه من مظاهر استقبال الحجاج.

الحناء والخضاب:

زينة المرأة اليمنية لا تقتصر على الملابس الجديدة والحلي في العيد فلا بد لها أن تضع الحناء والخضاب باعتبارها طريقة تقليدية للاحتفال بالعيد لدى النساء سواء كن في الريف أو المدينة.

 تقول إيمان، منقشه وصاحبة كوافير في العاصمة صنعاء يزداد الاقبال على النقش سواء أكان بالخضاب الأسود أو الحناء الحديدي قبل العيد.. وتضيف: اليمنيات يحببن أن يبدين بأجمل حلة قبل العيد ليستقبلن العيد بفرحة وشكل بهي وأنيق.

ولأهل الحديدة طقوس خاصة بالحناء في العيد حسب فاطمة محمد التي تقول أن هناك ليلة خاصة تدعى (حناء العافية) والتي تكون ليلة العيد اذ يقمن النساء والأمهات خصيصا بتحنية رؤوس وأجسام أطفالهن الذكور ورسم الحناء على أيدي البنات وبعد ذلك تبخير ملابسهم العيدية على مشجب وترديد الأغاني العيدية.

مأكولات العيد:

يتفنن اليمنيات بطهي أشهى وألذ الأطباق والمأكولات في العيد وخاصة لعيد الأضحى الذي يذبح فيه الناس أضاحيهم العيدية فتجد اليمنيات يطبخن الزربيان العدني وهو عبارة عن ارز واللحم مضاف له الزبادي والبهارات الخاصة به والفحسة الصنعانية والتي تتكون من اللحم والحلبة والمندي الحضرمي والكبسة (والقزقز) الصنعاني الذي يصنع من دسم اللحم والبهار ويتم صنعه في معظم الاماكن الجبلية من اليمن مثل صنعاء وحجة وعمران وغيرها إضافة لعدد من الأكلات التي يدخل اللحم فيها.

وفي شبوة هناك عادة مميزة كما وصفت الخالة عايشه من أهالي المحافظة إذ يقمن النساء بعد ذبح أضاحي العيد بطبخ أمعاء الأضاحي وتسمى (المغاضيف) بعد تغسيلها وسلقها ويتم ثني "الأمعاء" على قطعة شحم و "كرش" وربطهما معا بالأمعاء وحفظها لأول يوم في السنة وبعد ذلك يتم أكلها.

ومن الاكلات العيدية بنت الصحن وهي عبارة عن فطيرة من الدقيق والسمن وتعمل على شكل طبقات والهريش والذي يتكون من جريش البر والسمن وفتة العسل، كذلك لصنعها كعك العيد المتنوع من مقصص وبلدي والمسمن والتي تشتهر به صنعاء كذلك البن اليمني الأصيل والشاي العدني الملبن والذي يتم تقديمه صباحا عند استقبال المعايدين للمرأة من أقاربها وعصرا عند استقبال صديقاتها وقريبتها من النساء.

وتقوم اليمنيات بطهي هذه الأنواع من المأكولات سواء أكان في الريف أو المدينة اما غالبية الأسر فتفضل الخروج أيام العيد لمناطق خارج العاصمة للنزهة وصنع الطعام على الهواء الطلق كنوع من طقوس الفرح بالعيد.

مراسيم: يعمدن اليمنيات على تنظيم مراسيم خاصة بهن خلال أيام العيد من خلال الاجتماعات والزيارات سواء العائلية لصلة الأرحام أو لزيارة الأصدقاء حيث تبدا تلك المراسم من أول أيام العيد عصرا وهن يلبسن كامل زينتهن العيدية كذلك حضورهن حفلات الأعراس التي تكثر بقوة في الأعياد فمعظم اليمنيين يفضلون الزواج في العيد اذ يعتبر العيد مناسبة دينية مباركة والزواج فيها يكون مباركا أيضا كما يقول الأجداد.

وعلى الرغم من الحرب والاقتتال في اليمن منذ نحو سبعة اعوام الا ان النساء في اليمن لا يزلن يحرصن على صناعة الفرحة ويفضلن الاحتفال بالعيد بكل طقوسه وعاداته وتقاليده فهل تندثر هذه الطقوس مع وجود التقنيات الحديثة والانفتاح على العالم أم إنها تبقى محتفظة برونقها ؟!

 
المركز اليمني للاعلام -خاص- منيرة أحمد الطيار
الأحد 25 يوليو-تموز 2021
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.com
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.com/news_details.php?sid=53203