استوطنت زراعة البن عمق الذاكرة اليمنية وجادت به تربتها وظروفها المناخية والبيئية بنظم وسياسات زراعية قديمة اتبعها الأجداد في زراعتها والتي لا يمكن مقارنتها بزراعة مرفهة في مناطق أخرى بالعالم .
وتنتشر زراعة البن في معظم المحافظات اليمنية واشهرها هي بني مطر ويافع وحراز وبرع وبني حماد وعمران على ارتفاع يتراوح بين 1500 الى 1700 كيلومتر فوق سطح البحر وتختلف نكهاته باختلاف مناطق زراعته ويعد البن الإسماعيلي اجود أنواع البن .
وكما يتصدر البن قائمة الشراء في اغلب المنازل اليمنية على المستوى المحلي، فإن شحنات القهوة اليمنية كانت في الماضي تتصدر المراكز الأولى عبر البحار قديما، ويسجل التاريخ اول صفقة للبن كانت في ميناء المخاء "الذي جاء اسم موكا منه " وهي تلك الصفقة التي اشتراها الهولنديون في العام 1628م ثم استمروا في جلبه الى مراكزهم في شمال غربي الهند وبلاد فارس ومن ثم الى هولندا التي بدأ فيها بيع البن اليمني لأول مرة عام 1661م ، ونجحت تجارة البن اليمني نجاحا باهرا بعد ان اكتشفت جودته العالية والمتميزة عن جميع أنواع البن في العالم .
البن بديل للقات
تعرضت زراعة البن لعدد من العوامل تسببت في خفض كمية الإنتاج إضافة الى انهيار الاقتصاد واغلاق المنافذ التجارية وانعدام الوقود الخاص بتشغيل مضخات الري بينما يعتمد بعض المزارعين على الامطار الموسمية التي يتفنن المزارع اليمني في إنشاء سدود متسلسلة في سفوح وجوانب الجبال تمتد منها قنوات تصريف السيول التي تغذي بدورها احواض شجرات البن أطول فترة ممكنة.
وفي مبادرة تشجيعية لزراعة البن قام عدد من المزارعين في عددا من المناطق التي تزرع البن وخاصة منطقة حراز بإزالة نبتة القات من مزارعهم وغرسوا بدلا عنها شتلات البن حيث أزالوا نحو 2 مليون شجرة قات وهي خطوة نالت استحسان كثير من المزارعين في المنطقة الذي ارتبطت شجرة البن ارتباطا حميما بمزارعهم منذ قرون .
رفع الإنتاج وتحسين الجودة
وساهمت وزارة الزراعة مؤخرا في توفير شتلات البن وتبنت برنامج لزراعة مليون شتلة بن وبتمويل من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي ونفذ البرنامج بنسبة 80% تقريبا حسب افادة المهندس محمد حارث مدير عام البن بوزارة الزراعة كما قامت الوزارة بإنشاء الإدارة العامة لتنمية البن بهدف رفع الإنتاجية وتحسين جودة المحصول وتم اعداد استراتيجة لتنمية محصول البن اقرت من مجلس الوزراء في ابريل 2020م تحتوي هذه الاستراتيجية على عدد من البرامج التنفيذية لتطوير هذا المحصول واهم مخرجات هذه الاستراتيجية ان ترفع الإنتاجية من 18 الف طن الى 50 الف طن مع حلول 2025م .
لفتة
البن ليس مشروب يبدأ الناس به يومهم فقط انما هو ثقافة واجتماعات أدبية وسياسية وثقافية كانت تديرها فناجين القهوة في مقاهي الأدباء والكتاب عبرها نشرت الأفكار وسردت الحكايا وقصص التاريخ والملاحم البطولية.