حكومة الحوثي وصالح.. مناورة سياسية جديدة
الخميس 07 يناير-كانون الثاني 2016 الساعة 10 صباحاً / المركز اليمني للاعلام- تقرير
عدد القراءات (1794)
مع اعلان المقاومة الشعبية مدعومة بالتحالف العربي الزحف صوب العاصمة صنعاء لتحريرها من سيطرة جماعة الحوثي، اعلنت الاخيرة عزمها توجهها لتشكيل حكومة بالشراكة مع الحليف الابرز المؤتمر الشعبي العام برئاسة صالح ومن بقوا معه في قيادة الحزب.

تناقضات عكست ضبابية المشهد اليمني وتعقيداته في ظل مكابرة مختلف الاطراف للاعتماد على القوة للحسم وهو خيار مكلف للغاية ولا يمكنه ان يصل بالوطن الى بر الامان وفق مراقبين.

وحذر مراقبون في حديثهم لـ(المركز اليمني للاعلام) من خطورة تواجد حكوميتين في البلد، واعتبروا ذلك تعزيز للانفصال وتغذية لمزيد من العنف بين الاطراف المتصارعة.

ووصف البعض توجه الحوثيين والمؤتمر نحو تشكيل حكومة بمجازفة غير محمودة العواقب ولها تأثيرات اقتصادية وامنية وسياسية عدة، على اعتبار ان الحكومة المزمع تشكيلها من طرف جماعة الحوثي وصالح لن تحظى بالاعتراف الاقليمي والدولي وبالتالي فان اليمن ستكون على موعد جديد واكثر ضراوة من العزلة الدولية، الامر الذي سيكون له انعكاسات كبيرة على مختلف نواحي الحياة في البلاد.
المركز اليمني
في المقابل حمل سياسيون الرئيس هادي مسؤولية عدم ايجاد مؤسسات حكومية فاعلة، وقال استاذ العلوم السياسية بجامعة عدن الدكتور حامد العبادي، فشل الرئيس عبدربه منصور هادي في ايجاد مؤسسات بديلة للدولة، دفع جماعة الحوثي والرئيس السابق صالح لملئ الفراغ الذي ينتظره شهوره وبالتالي تشكيل حكومة قد تؤثر سلبا على ادارة هادي للمؤسسات الشرعية لصالح الحوثيين.

ويختلف المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي بالرأي مع الدكتور العبادي ويقول : حدث وأن عينت جماعة الحوثي محافظين للمحافظات، وجرى ترقية نواب الوزراء إلى وزراء والوزراء الى نواب لرئيس الوزراء، وتم حتى تعيين بعض من الجماعة قادة عسكريين، لكن هذا لن يغير من حقيقة أنهم مجرد جماعة مسلحة تفرض يدها على المؤسسات في العاصمة، وليست أكثر من ذلك. واعتبر التميمي اعلان حكومة بصنعاء دليل تخبط يشير الى الحوثيين وصالح فقدوا البوصلة حسب تعبيره..

تحضير للانفصال:


العبادي اكد بان المجتمع الدولي لن يعترف بحكومة الحوثي وصالح، محذرا من ان هذه الخطوة قد تخدم جماعة الحراك الانفصالية وربما توفر المبرر للرئيس هادي واعوانه لتبرير ان أي خطوات قادمة يتخذها مستدلا بان الحوثيين وصالح دشنوا الانفصال من صنعاء.

من جهته قلل المحلل السياسي نجيب غلاب من شرعية الحكومة المرتقبة التي يسعى صالح وجماعة الحوثي لاعلانها لكنه اكد تأثيرها المستقبلي على حكومة هادي.

وقال: اصبح المخطط الأساسي لجماعة الحوثي وجزء متطرف من جناح صالح المؤتمري وبالذات التيار الموالي للحوثي والمرتبط بايران بناء دولة انفصالية في الشمال، وهذا التوجه مدعوم من قوى اقليمية وبعض القوى الدولية التي تتصارع على مصالحها في المنطقة.

ولفت الى أن هذا التوجه لفك الارتباط عن الجنوب وبقية اليمن سيتم تدشينه بمجرد تشكيل حكومة وصفها بالانفصالية في صنعاء، وهذه التوجه لن يخرجهم من معضلتهم بل ستزداد حدة المقاومة وستنتفض القوى الوطنية في اعالي اليمن.

وحذر غلاب من ان المخطط الايراني يريدها جماعة مغلقة لادارة حروب دائمة بمعنى ادخالها في صراع دائم.

ياسين التميمي عاد للقول ان الحكومة المزمع اعلانها من قبل جماعة الحوثي لن تكون اكثر من اعادة تسمية للجنة الثورية العليا التي فشلت في إقناع الداخل ناهيك عن الخارج بأنها حكومة أمر واقع، مشيرا الى ان الحوثيين يعيشعون تحت ضغط تقدم القوات الحكومية والمقاومة باتجاه صنعاء.

مناورة سياسية:

وامام كل ذلك يرى مراقبون للشأن اليمني ان الترويج لتوجه الحوثيين وصالح لإعلان حكومة ليس اكثر من مناورة سياسية تسعى جماعة الحوثي وصالح من خلالها للضغط على الطرف الآخر وانتزاع اكبر قدر من المكاسب في المفاوضات المزمع عقدها بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، خاصة وان جماعة الحوثي تدرك استحالة تنفيذ هذه الخطوة على الواقع كونها ستنهي تعامل الخارج مع الوزارات القائمة التي لا زال الاقليم والعالم بتعامل معها باعتبارها وزارات قائمة ولها شرعيتها المستمدة من مرحلة ما قبل الحرب.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
استشراف العام 2016.. :
اليمن الجريح يأمل انفراجة سياسية (تقرير خاص)
تسببت بأضرار اقتصادية بالغة:
اليمنيون يتداولون اوراق نقدية تالفة
التعليم في مهب الريح:
اليمن.. مدارس للمتارس وأخرى مأوى للنازحين
محمية الطيور بعدن.. الواقع المر يكبل الطيور المهاجرة
حذر من المشروع الانفصالي وكشف عن السبب الرئيس في خلق المناخ الملائم للإرهاب..:
المودع: سلطة هادي تتضاءل واتهام "صالح" بالقاعدة وداعش تبريرآ للفشل