د . وليد العليمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed كتابات
RSS Feed
د . وليد العليمي
إرادة التغيير

بحث

  
أردوغان صنيعة إسرائيل والمخابرات
بقلم/ د . وليد العليمي
نشر منذ: 8 سنوات و 10 أشهر و 9 أيام
الأحد 24 يناير-كانون الثاني 2016 07:13 م


( في وقت الخداع العالمي يصبح قول الحقيقة عملا ًثوريا ً ) جورج أورويل ،
يجب أن يعلم شباب الحركة الإسلامية ، وبالذات " شباب حركة الإخوان المسلمين" أن الحقيقة طعمها مر المذاق دائما ً ، وأن الوقائع تفرض رأيها على الشعارات ، وأن الأكاذيب لابد وأن تُكشف ذات يوم ،ويجب علينا جميعا ًأن نعترف بهدوء ، أن قوى الظلام المعادية لنا ، تفوقت علينا بإمتياز ، وأن هذه القوى هي القوى الفاعلة والظاغطة في منطقة الشرق ، منذ مطلع القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، وهي الأكثر تنظيما ً ، وحضورا ً ، وإصرارا ًعلى تحقيق الأهداف .

لقد سقطت بلاد الأناضول "تركيا " في مستنقع حركة "الإتحاد والترقي" و كمال أتاتورك ، في أوائل القرن الماضي ، ولا يخفى على أحد ، أن هذه الحركة ، كانت مدعومة دعما ً لا محدود ، من قبل المجالس الصهيونية العالمية ، لغرض الإجهاز على ما تبقى من الدولة العثمانية ، التي كانت على وشك السقوط والإنهيار، وبذلك يتخلص اليهود من أخر حصن للخلافة الإسلامية في الشرق، خاصة ًوأن الدولة العثمانية كانت تعارض بشدة ،إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين .

لقد كان لكمال أتاتورك ، ماأراد ، وتحولت الدولة العثمانية الي الحكم العلماني ، وبُذلت مساعي حثيثة ، ومستمرة ، لنزع الهوية الإسلامية ، من الذهن العام التركي ،لقد قام أتاتورك ،بالدور، الذي رسمته له الدوائر الصهيونية ، على أكمل وجه ، ولاكن مع تعاقب الأيام ، ومُضي السنوات ، أصبحت الورقة العلمانية ، ورقة محروقة ، بالنسبة لدوائر القرار الصهيوني ، وبالنسبة لدوائر القرارالتركي ، على حدٍ سواء ، أمام المجتمع التركي ، المتطلع بشغف الي الحكم الثيوقراطي "الديني "، والكاره لحكم العسكر العلماني المترهل والفاسد، وهذا شيئ طبيعي ، ولا غرابة فيه ، بالنسبة لشعب مسلم ، وبالنسبة لأى شعب ، فالشعوب ، عادة ً ، تطمئن للسياسيين المولودين من رحم الدين .
 

لقد بدأت دوائرالقرارالصهيوني ، ودوائر القرار المخابراتي التركي ، بجس نبض الشارع ، ومعرفة تطلعاته ، عندما بدأ تيار الإسلام الليبرالي ، بحصد أصوات الناخبين في الإنتخابات البلدية ، والطلابية ، وحتى النيابية ، عندها إرتأت هذه الدوائر ، دعم تيار الإسلام الليبرالي الصاعد بقوة في تركيا . وليحل تدريجيا ً محل التيارات العلمانية ، الفاسدة ، والتي ملّ من فسادها الشارع التركي ، ويحاول لفظها ،بأي وسيلة .


لذلك قامت دوائر القرار الصهيوني ، التي تحركت تحت مظلة النظام الأمريكي، والمخابرات التركية ، بالتقرب الي التيار الإسلامي التركي، والإتصال بقيادات الصف الأول لجس نبضهم، وكان القرار الذي أُ ُتخذ ، بعد هذا الإتصال ، هو حل ، التيار الليبرالي الإسلامي الحالي ، وإقصاء رجال الصف الأول فيه ، والذين يبدوا أنهم كانوا أكثرتزمتا ً ، ومناهضة ً ، للتقارب ، مع هذه الدوائر سابقة الذكر ،وقضي قرار هذه الدوائر أيضا ً، بتصعيد ، وإستمالة ، الصف الثاني من قيادة التيارالإسلامي ، الذين كانوا أكثر مرونة ، وإنتهازية ، وتشجيعهم ودعمهم على إنشاء تيار إسلامي آخر مستقل .


وهذا ما حدث بالفعل ، وتمكنت هذه الدوائر من تحقيق أهدافها بإمتياز ، فلقد قام السفير الأمريكي(مورتون إبراموفيتس ) في تركيا منتصف تسعينات القرن الماضي ، بالتعرف والتقرب من ( رجب طيب أردوجان ) والذي كان مسؤل حزب الرفاه - فرع أسطنبول ، ويعتبر من قيادات الصف الثاني في الحزب ، الذي كان يترأسه ( نجم الدين أربكان ) ، وعمل السفيرالأمريكي على توطيد علاقته بأردوجان ، ثم قام بربط أردوغان بشخصية أمريكية مهمة جدا ً لإسرائيل ، وهو (بول ولفوفيتز ) ، الذي شغل منصب وزيرالدفاع الأمريكي فيما بعد ، بعدها تم حل حزب الرفاه ، وإقصاء رجال الصف الأول ،وعلى رأسهم (نجم الدين أربكان ) رئيس الحزب ، ثم قام رجب طيب أردوجان وعبدالله جول ، بتأسيس تيارإسلامي جديد ، تحت أسم "العدالة والتنمية " .


لقد تم تنفيذ المخطط ، كما رُسم تماما ً ، وبدأت أمجاد ،النجم الصاعد رجب طيب أردوغان ، وعبدالله غول ، وحزب "العدالة والتنمية " ، ووقف ورائهم ، المخابرات التركية ، واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية ، ودولة الكيان الصهيوني ،والولايات المتحدة الأمريكية ، وتم صناعة كمال أتاتورك أخر ، ولكن بالنكهة الإسلامية ، وأصبح بعدها "حزب العدالة والتنمية " عصي على الحل ّ ، وصمد حتى هذه اللحظة ،وحصد أصوات الأغلبية ، وأصبح الحزب الحاكم .
 

لأول مرة في تاريخه ، وبخطوة وصفها المراقبين بأنها خطوة إستثنائية ، قام المؤتمر اليهودي الأمريكي عام 2004م ، وهو من أهم المحافل اليهودية في أمريكا ، بمنح أردوجان "وسام الشجاعة " وهذا الوسام منح فقط لعشرة أشخاص منذ تأسيس المؤتمر ، وكان "أردوجان " أول شخص غير يهودي يُمنح هذا الوسام ،وقال المسؤول عن المؤتمر اليهودي أثناء مراسيم تسليم الوسام لأردوجان أن هذا الوسام ليس فقط تقديرا ً للخدمات التي قام بها (أردوجان ) لأمريكا بل يعد أيضا ً تقديرا ًللخدمات التي قام بها لدولة إسرائيل وموقفه الطيب حيال المجتمع اليهودي في العالم .

إن أردوجان وحزبه ،يقدمون خدمات لاتقدربثمن لدولة الكيان الصهيوني ، وفي جانب التعاون الإقتصادي ، أصدرمركز الإحصاء في تركيا تقريره للتجارة الخارجية التركية لعام 2014م ، وأوضح التقرير أن التبادل التجاري بين البلدين زاد في الأشهر الستة الأولى لعام 2014م مقارنة ً بالأشهر الستة الأولى لعام2013م بنسبة 24.9% ، وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل الي ثلاثة مليارات ومائة مليون دولار أمريكي ، حتى النصف الأول من عام 2014م ، في حين أن العلاقات التجارية بين تركيا وفلسطين لم تتجاوز أربعين مليون دولار أمريكي ، ويظهر من التقرير أن حكومة العدالة والتنمية تستورد من دولة العدوالصهيوني ، ستة أضعاف ماتصدر لها .
 

لقد قام أردوجان بأقوى دور تمثيلي له ، تفوق فيه على "مهند "بطل المسلسلات التركية ، عندما قام بمهاجمة رئيس دولة الكيان الصهيوني "شمعون بيريز" في قمة دافوس الإقتصادية ، وقد قام بهذا الدورلعدة أسباب ، منها ، إستعدادا ً لخوض الإنتخابات المحلية يونيو2011م ، و كسب تأييد الشارع ، ولكى يبعد عن نفسه وعن حزبه تهمة التواطؤمع اليهود ، في حربهم الظالمة ضد قطاع غزة 2008م-2009م ،ولزيادة التبادل التجاري بين تركيا والدول العربية والإسلامية .

لم يقدم أردوجان وحزبه ، شيئا ًيذكر ،للقضية الفلسطينية ، ومازال علم دولة الكيان الصهيوني يرفرف عاليا ً في وسط العاصمة التركية أنقرة حتى هذه اللحظة ،وما حادث سفينة المساعدات التركية "مرمرة" التي كانت تحمل المساعدات الي قطاع غزة ، إلا مشهد درامي تمثيلي محترف ، كان المخرج فيه يهودي من هوليود .

أخي القارئ ، يمكنك الأن الدخول على موقع وزارة الخارجية التركية ، وستجد أن الجنسية الإسرائيلية من بين الجنسيات التي يسمح لها بالدخول الي تركيا بدون تأشيرة ، بينما جنسيات عربية وإسلامية عديدة لا يسمح لها بالدخول إلا بتأشيرة مسبقة ، منها الجنسية اليمنية والمصرية .


لازلت أذكر جيدا ً، صديقي المصري الجنسية ، وهو من شباب "جماعة الإخوان " وشباب ثورة 25يناير في مصر، والذي فصل من جامعته ، بسبب أحداث 2013م ، وقد سمع ببراءة تصريح "أردوغان " في وسائل الإعلام ، أن من يفصل من الجامعات المصرية ، سيقبل فورا ً في الجامعات التركية ، فحمل صديقي أوراقه وحقيبته ،وتوجه الي مقر السفارة التركية في القاهرة ، وأخبرني ، أنه عندما كان في طريقه ، الي مبنى السفارة ، خالجه إحساس أنه ذاهب لمقابلة ، سفارة الخليفة عمربن الخطاب رضي الله عنه ، وليست سفارة "أردوجان" ، ولاكن موظفى السفارة ، رفضوا منحه التأشيرة ، وأخبروه ، بأنه لم تأتي إليهم اي توجيهات بخصوص "تصريحات أردوجان " ، وأصرصديقي ،على مقابلة ، المستشار الثقافي ، الذي قال له ، وإبتسامة ساخرة تشرق على تقاسيم وجهه ( وهل صدقت تصريحات أردوجان الإعلامية ،إنها مجرد تصريحات دعائية لاأكثر ) .
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى كتابات
كتابات
نبيل سبيع
رصاصتان وثلاث هراوات
نبيل سبيع
منى السعيدي
سياسة الأنا..ولعبة الموت..!
منى السعيدي
أحمد عبدالمغني
الأم ودورها في تعزيز مكانة الأب
أحمد عبدالمغني
د. عيدروس النقيب
من أجل عدن منزوعة السلاح
د. عيدروس النقيب
مروان الغفوري
من يقاتل في صف الشرعية باليمن ..؟
مروان الغفوري
غمدان اليوسفي
لمن لايعرف خالد الصوفي
غمدان اليوسفي
المزيد ..