باختصار.... أخفقت مهمة التحالف في اليمن
اتتهى كل شيء وانتهت جمهورية اسمها اليمن وفقدت السعودية على وجه الخصوص عمقها الاستراتيجي لتظل رهينة لدولة شيعية في الشمال ودولة شيعية في الجنوب.
قيادة المملكة العربية السعودية تعي جيدا ما معنى قيام دولة شيعية في اليمن وتعي أخطارها..... لكن عام من الحرب كانت كافية لظهور سذاجة التحالف في ذلك.
في الوقت الذي تستغل جماعة الحوثي تثبيت جذورها في اليمن عسكريا وسياسيا وحتى ثقافيا.
بالأمس يلتقي القائم بأعمال سفارة إيران في اليمن برئيس جامعة صنعاء المعين من الحوثيين لمناقشة آليات فتح قسم للغة الفارسية بكلية اللغات جامعة صنعاء.
القوة العسكرية التي يمتلكها التحالف لا تسمن ولا تغني من جوع إذا لم يكن هناك نية صادقة لإخراج اليمن من محنتها وإعادة الدولة بصرف النظر عمن سيكون حاكماً.
ربما يخاف التحالف من أن الأمر سيؤول لأطراف لا يرغب بوصولها لسدة الحكم ، لكنه في الوقت ذاته يقلل من خوفه باستمرار الميليشيات في حكم اليمن..... وهذا يتضح جلياً في طريقة تعاملها مع المقاومة على أرض الواقع.
ثقوا جيدا أن كتل الرياض لا تستطيع ولن تستطيع بتنظيراتها الفهلوانية واجتماعاتها العبثية تحرير شبر واحد على الأرض ما لم يكن هناك دعم للمقاومة على الأرض.
ماهية المقاومة وماهية توجهاتها وهويتها لا يهم مادام أنها ترفض الوجود الفارسي في اليمن وترفض أجندات إيران التوسعية في المنطقة.
ماذا ينتظر التحالف!!!!
هل ينتطر ملائكة تحسم المعركة أو معجزة سماوية تحقق غاية يشترك فيها اليمنيون والتحالف ككل وبالأخص السعودية ودول الخليج التي سيكون مصيرها نفس مصير اليمن في حال هيمنة إيران على اليمن.
السعودية بها طائفة شيعية بحتة خطرها أكثر حتى من الحوثيين في حال استتباب الأمر لإيران في اليمن..... وبالمثل البحرين والكويت فضلا على أن عُمان يمكن القول أنها خاتم في إصبع إيران.
خذوا بعين الاعتبار مايحدث في العراق وسوريا ولبنان من هيمنة إيرانية عليها، وخذوا بعين الاعتبار أن التفريط باليمن تحت مبررات واهية ستجنون ثماره أنتم أكثر من اليمنيين الذين قد يرضخون تحت وطأة الحوثيين نتيجة لتقاعسكم وإصراركم على التلاعب بالأوراق لإقصاء هذا أو ذاك.