|
متشظون يحتفون بالوحدة..!
بقلم/ أشرف الريفي
نشر منذ: 8 سنوات و 6 أشهر و يومين الأحد 22 مايو 2016 10:49 م
تمر اليوم ذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بعد 26 عاما من البحث عن قيم ومبادئ الوحدة، التي تعد من أغلى انجازات اليمنيين خلال نصف القرن الفائت.
نحتفي بذكرى اعادة الوحدة بين شطرين في الوقت الذي صار فيه البلد مشطر لأكثر من شطرين والتمزق والشتات هما سيدا الموقف اليوم.
غطرسة الحفاظ على الوحدة وفرض خيارات الاستبداد بقوة السلاح لم يفسد علينا الوحدة فقط بل ساهم في تمزيق كل اليمن بنسيجه الاجتماعي ،ووحدته المجتمعية وسيادته الوطنية ودولته الرخوة.
اليمنيون اليوم ممزقون ليس في اطار شطرين فقط بل في كنتونات متعددة جميعها تغدر بالهوية الوطنية وتضعفها وتدهس كل معاني وقيم الوحدة.
اليوم وبعد 26 سنة من الوحدة اليمنية لم يعد الشمال موحدا كما كان ولا الجنوب موحدا كما ايضاً ، والأفظع من ذلك أنه بعد اكثر من ربع قرن لم تعد هناك حتى دولة حقيقية موحدة في الشمال ولا في الجنوب. فما بالك بدولة الوحدة الصريعة.
هذا الواقع المتشظي .. والتمزق المسيطر يسخران منا ونحن نكذب على انفسنا بالاحتفاء بالوحدة الغائبة اصلا، ويناشدا بروح المستغيث ان نتوحد ونرص الصفوف ونرفض هذا الواقع الشاذ الذي نعيشه .
اليوم ما احوج لليمنيين للوحدة الحقيقية المبنية على العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والدولة المدنية القوية .
لسنا بحاجة لوحدة القوة والموت، أو لرفع شعارات الوحدة وممارسة سياسات وتصرفات الانفصال والتمزيق والفرقة.
ومؤسف أن نحتفي بالوحدة في مرحلة الا دولة ، وفي زمن صارت اليمن فيه بمثابة قطعة كعكعة على طاولة اللئام من اعداء اليمن من العرب والعجم.
اليمنيون اليوم .. أما يتحاربون أو مشردون أو يقاومون الفقر والجوع .. أو جرهم صراعهم ليتحولوا إلى ادوات للأجندة الخارجية التي تتعامل مع اليمن بسياسة "الساطور" .
متشظون يحتفون بوحدة غائبة هذا هو وضعنا المبكي اليوم .. وهذا العته هو جسر العبور لواقع اكثر تمزقا وهوانا كما كان جسرا للتفريط بالسيادة وبوحدة وامن اليمن.
وبدون النظر للمستقبل بمشروع وطني وحدوي جديد عبر مؤسسات دولة مدنية لا تسيطر عليها مراكز النفوذ المحلية والخارجية ، ويفتح فيها اليمنيون صفحة جديدة وفرصة جديدة لإعادة الامل بيمن موحد متكأ على المواطنة الحقيقية ودولة مدنية قوية وعادلة لا تحتكر السلطة والثروة على جماعة أو حزب او فريق بعينه. بدون ذلك سيبقى التشظي سيد الموقف. |
|
|