|
اليمن: اتجاهات وملامح
بقلم/ صحيفة البيان
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 7 أيام الجمعة 14 أغسطس-آب 2015 06:58 م
المقاومة في تعز كانت الآكثر تأهيلا للحسم، بحسب ايقاع سير المعارك هناك منذ البداية.
وكل يوم، او يومين، يعلن قادة المقاومة في تعز استعدادهم للحسم، لولا أن العتاد هو ماينقصهم .
فلماذا ينقصهم ؟! وكيف للمليشيات ان تنهار في عدة مناطق ولاتنهار في مناطق أخرى، كتعز؟!
القصف الجوي الشامل يفترض انهيار شامل. وانهيار القيادات يفترض ان يحدث مركزيا ويتسلسل على كل المستويات.
ولا تفسير لما يجري الا بربطه بالأقلمة (2 أو 6).
إذ تؤكد الوقائع أنهم يسيرون في تنفيذها على أساس اقليمين فقط، مع وضع خاص لولايات النفط والغاز.
وهذا يفسر وضع مأرب وحضرموت، كمثال. أما في تعز، فلأن المقاومة فيها تربك هذه الصيغة ، ومن شأن انتصارها السريع فرض صيغة ال6 أقاليم، او حتى صيغة أخرى ثالثة، فالجميع إما ضدها أو على حذر منها .
أرجوا أن أكون مخطئا وواهما. لكن الوقائع والمؤشرات تعزز هذه الفرضية، (مع بقاء مصير محافظات النفط والغاز، حتى في نطاق صيغة الإقليمين هذه، في علم الغيب والشركات الدولية الكبرى).
لنلاحظ كمثال، ان مليشيا الحوثي أجتاحت العاصمة صنعاء ووضعت الرئيس والحكومة تحت الإقامة الجبرية وراحت تواصل إجتياحاتها للمحافظات الشمالية... ولم يحرك الإقليم والمجتمع الدولي ساكنا. على الرغم من أن اليمن كانت قد وضعت تحت الفصل السابع.
وحينما تجاوزت المليشيات خط الحدود السابق فقط ثارت ثائرة الإقليم، وأستخدم الفصل السابع فورا (من قبل دول مجلس التعاون المفوضة من قبل مجلس الأمن بذلك). وفي ذات الخط توقفت مقاومة الجنوب، بشكلها " المجوقل" الذي رأيناه.
وللمحافظات في الشمال صيغة مقاومة أخرى على نحو مانراه الآن. أي على نحو يعيد انتاج نظام علي صالح ولكن بوجوه جديدة، كنظام يمثل الشمال في صيغة الإقليمين المراد تنفيذها.
ليس هذا رجما بالغيب. هذا ماتضمنته وثيقة بنعمر(لحل القضية الجنوبية) وهي الوثيقة الموقع عليها من قبل كافة مكونات حوار موفنبيك، التي طلبت في خاتمتها من مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن اتخاذ القرارات اللازمة لتنفيذها، في إشارة واضحة على تفويض المجلسين بإستخدام مواد واحكام الفصل السابع. ( سبق وكتبت عن هذه الوثيقة مقالا بعنوان : إثنان للتمرير.. ستة للإلهاء. قلت فيه ان الفصل السابع لن يستخدم الا اذا تم إجتياح الجنوب).
وليس من قبيل المصادفة ان يأتي " إعلان الرياض " مطابقا لوثيقة بنعمر هذه .
ماسبق لايعني، بطبيعة الحال، بقاء صالح، كشخص وأعوان كبار، بل كشبكة مصالح. كما لايعني ان السعودية ستسمح ببقاء جماعة الحوثي، كحركة دينية عقائدية مرتبطة بإيران، في خاصرتها الجنوبية، فإعادة انتاج نظام صالح لايتضمن هذا، بالضرورة.
ولايعني ذلك أيضا، أن تخرج تعز بلاشيئ، فقد يفكر المعنيون " إلم يكونوا قد فعلوا" بمنحها ميزة خاصة، كأن يجعلوها عاصمة قضائية، أي أن تكون مقرا للمحكمة الإتحادية العليا، ومع أن هذا لايعني شيئا بطبيعة الحال، الا أن الأهمية الكبرى التي أعطيت لجبر جرة، ستكون أمرا بالغ الطرافة، إذا ما أقتصرت على مجرد كونه موقعا يحتوي مبنى المجمع القضائي فحسب.( لا أعلم ما إذا كان للجبل أهمية إستراتيجية خاصة من الناحية العسكرية تكفي وحدها لتبرير تلك الأهمية).
من الأمور شديدة الطرافة كذلك، أن أحد أعضاء فريق القضية الجنوبية في حوار موفنبيك أجاب على سؤالي له : من المعروف أن كل فدراليات العالم تتكون من مستوى واحد فقط من المكونات المنشئة للدولة الإتحادية، كأن تكون أقاليم، ولايات، إمارات، مقاطعات... الخ، فلماذا وضعتم أنتم للدولة الإتحادية المقترحة مستويين، أقاليم وولايات وأسندتم للولايات صلاحية إدارة النفط والغاز، على نحو لايبقي للأقاليم شيئا ، سواء أكانت 2 أو 6 أقاليم ؟! أجاب قائلا: أن شركة توتال " عبر السفارة الفرنسية " هي التي ضغطت من أجل وضع الولايات كمستوى من مستويات الحكم، وعلى أن تكون لها تلك الصلاحية .
مرة أخرى، أرجوا أن أكون مخطئا وواهما بشأن إستنتاجاتي، التحليلية هذه. ولكن حتى وان صدقت، بأي نسبة، فذلك لايعني أن ماتضمنته وثيقة بنعمر تلك، قدرا لايملك الناس منه فكاكا. فالبشر ان أرادوا، وهم هنا اليمنيون، وحدهم، صانعوا تاريخهم الخاص. |
|
|