بقلم أ/حميد قائد الشابره
دون تهويل أو مبالغة، لم يكن أحد يتوقع ان يصل الشعب اليمني إلى ما وصل اليه من اقتتال وفقر ومرض وجوع.. قصف وترويع وفساد وافساد في الأرض. كما لم يكن احد يتوقع ان يصل الشعب الى هذه المرحلة في الصبر والجلد والثبات على المحن والمصائب والخطوب التي اجتمعت عليه من كل حدب وصوب، من الداخل كانت أو الخارج.
الكل يُـجمع على ان اليمنيين اليوم يواجهون أكبر مؤامرة تستهدف أرضهم ووحدتهم ونسيجهم المجتمعي، وللأسف ان الكثير من أبناء هذا الشعب الحر والابي انجروا وراء دعوات الاقتتال والتناحر وفق شعارات زائفة تختبئ تارة وراء الطائفية والمذهبية المقيتة، وتارة أخرى وراء المناطقية والعصبوية القاتلة، وكل تلك الدعوات كان الاعلام بوسائله وادواته المختلفة هو الموجه لها والحاضن لإذكائها. وهي دعوة نوجهها للكتاب والناشطين والسياسيين وقادة الرأي عموما في اليمن، بأن كفوا عن اذكاء نار الفتنة والاقتتال، فلم يعد الوطن يحتمل الكثير، بعد ان تفاقمت جراحه وتعال اصوات ابنائه المذبوحين من الوريد الى الوريد.
الم نكتفي بعد بكل الدماء التي سالت على مذبح الوطن في مختلف الجبهات وفي المدن والقرى وعلى الطرقات وفي كل ارجاء اليمن التي تحولت الى ساحة حرب مفتوحة قضت على كل شيء جميل ولم ولن ينجو منها أحد. وما يضاعف من حالة الشقاق والعنف، اولئك الذين يجيدون اساليب "شق الصف الداخلي "..
تلك الاساليب القذرة التي يمارسها الانتهازيون والذين انكشفت نواياهم وإن تلبسوا بثوب الوطنية وتشدقوا بالشعارات الثورية التائهة التي تبحث عن شرعية للوجود. تناسى هؤلاء انهم لم يكونوا شيئ يذكر، وحاولت الاحزاب والشخصيات الوطنية لملمة اوراقهم المبعثرة حتى لا يكونون اضحوكة للعالم.
لقد بات الشعب يعرفكم اليوم اكثر من أي وقت مضى وانتم في الحقيقة العدو الاول للوطن ان لم تعودوا لرشدكم وصوابكم و تسخير اقلامكم لخدمة الوطن وتوحيد الصف وجمع الكلمة ولم الشمل.
يا اولئك عليكم بلزوم قول رسول الله " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت" هذا ان كنتم تؤمنون بالله ورسوله وحب الوطن.