أقسى مظاهر الحرب في اليمن.. ضحاياها من الأطفال
الإثنين 22 يونيو-حزيران 2015 الساعة 04 مساءً / المركز اليمني للإعلام-الخليج
عدد القراءات (1309)
لا يجد الأربعيني الصنعاني، وسيلة أخرى ليُهدأ من روع طفلته سلمى، إلا أن يحملها على كتفه، ويُربت على ظهرها وهي تبكي، عندما تدوي أصوات المضادات الأرضية، لمجابهة الطائرات المقاتلة المحلقة في سماء صنعاء.

يقول عادل حاشد، لقد باتت سلمى - أربعة أعوام - خائفة باستمرار وتبكي فور سماعها أصوات المضادات الأرضية، سواء في النهار أو الليل، ولا تهدأ، إلا بعد أن أحتضنها وأضعها على كتفي، وأجول بها في المنزل أو أنزل بها إلى الدور الأرضي، حيث تكون الأصوات أخف.
ويضيف، هذه الحرب أفزعت الأطفال كثيراً، وخوفي من أن يؤثر ذلك في سلمى وتحمل عقدة نفسية في حياتها، فأحياناً يكون بكاؤها هيستيرياً، بل صارت تفزع حتى من خبطة الباب.
حال الطفلة رحمة من مدينة عدن، لا يختلف كثيراً عن حال سلمى، غير أنها باتت تصحو من نومها فزعة، حتى وإن كان الهدوء مخيماً في محيط منزلها، فترتمي بحضن أمها.

تقول أم رحمة التي تسكن وأسرتها الصغيرة في أحد أحياء دار سعد، غرب مدينة عدن: نحن نعيش قريباً من المواجهات المسلحة بين المقاومة المدافعة عن عدن ومسلحي الحوثي وعسكر صالح، الذين منذ بدء الحرب في شهر مارس/آذار وحتى الآن يحاولون اقتحام المدينة، يعني أننا نعيش تأثير وتداعيات الحرب يومياً، القذائف تمر فوق منازلنا وبعضها سقطت فيها.
وتضيف أم رحمة، بين الحين والآخر تشاهد رحمة وأخيها معاذ مرور جنازات أمام المنزل القريب من المسجد، حيث يصلى على من قُتلوا قبل الدفن.
يوضح محمد قائد أبو رحمة: أصوات القذائف والانفجارات المدوية جراء الضربات الجوية للطيران وتبادل إطلاق النار بين المتقاتلين، نسمعها وأطفالنا ليل نهار، ونتوقع في كل لحظة أن تقع قذيفة على منزلنا، وهو الأمر الذي يرعب أطفالنا.


منتصف نهار 3 يونيو كانت الصحفية ابتسام عسيري تقدم صورة لحالة الرعب التي انتابت مجموعة من الأطفال النازحين في عدن، حيث وجهت نداء عبر صفحتها على الفيس بوك، لطرفي القتال من عمارة في منطقة بير فضل في عدن، و التي تأوي عدداً من الأسر النازحة، أن يراعي المتقاتلون هؤلاء النازحين، منوهة بأن الرعب ينتاب الجميع، وخصوصاً الأطفال، و الذين يصرخون ويبكون مع دوي الانفجارات وتبادل إطلاق النار، بعد أن تكوموا في سلالم العمارة خوفاً من القذائف المتطايرة فوقها والمنطلقة من جهتي مقاتلي المقاومة ومسلحي الحوثي وصالح، عندما حاول الأخيران اختراق المنطقة للتوغل في المدينة.


خلال الأسابيع الأولى للحرب في عدن تداول الناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي صوراً عديدة لضحايا القتال وتعاطي الأطفال مع واقع لم يألفوه، كانت أولها صورة للطفل أنس نصر، الذي أصابته قذيفة وقُتل وهو في منزله بمدينة المعلا ظهيرة الرابع من إبريل/نيسان، جراء القصف العشوائي على الأحياء السكنية من قبل مسلحي المتمردين على الشرعية في اليمن، الذين اجتاحوا بعض مديريات شرق وجنوب عدن.


وتلت تلك الصورة، صور أخرى مماثلة، غير أن عدسات الناشطين، وعدسات المصورين الصحفيين التقطت أيضاً صوراً، أخرى لأطفال عدن وهم يصطفون حاملين الأوعية لتعبئة المياه في بعض الشوارع، وهو المشهد الذي يتكرر في صنعاء ومدن يمنية أخرى.


غير أن صور أخرى قدمت مشاهد مغايرة لتآلف الأطفال مع واقع الحرب وتداعياتها، فعلى نطاق واسع تبادل الناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي، وأيضاً نشرت بعض الصحف، صوراً لأطفال يلعبون وسط ركام المباني المتهدمة في أكثر من موقع، بيد أن صورة أو اثنتين أو أكثر كانت لافتة، لطفلات من مدينة عدن، وهن يلعبن ويمرحن على وحول دبابة في جانب من ساحل عدن، في عصر أحد الأيام الهادئة بين جولات القتال خلال شهر إبريل/ نيسان الماضي.


يقول رياض محمد خلال أيام الحرب قام الأطفال بمهام اضطرارية عندما كانوا يخرجون من منازلهم لجلب محتاجات لذويهم، وفضلاً عن كون بعضهم قتلوا أو أصيبوا، جراء القتال، هناك من قُتل جراء القنص كما حال أطفال في تعز وعدن.
لم ينس أهالي أحد أحياء المعلا واقعة موت طفل عندما اشتد القصف العشوائي على الحي وهو يقف في طابور طويل لشراء الخبز، فلجأ إلى زاوية في أحد المباني ليحتمي من القذائف، غير أن الذي قتله لاحقاً - وهو في منزله - حالة الرعب الشديد الذي أصابه.
حكايات الأطفال ضحايا الحرب عديدة في اليمن، حتى أولئك الذين باتوا يحاكون وقائع القتال أثناء اللعب والمرح، هم ضحايا لتلك الحرب، فقد تتملكهم ثقافة العنف، وهو أمر أكيد، ما سيؤثر في سلوكياتهم في المستقبل، وبالتالي سيكونون سبباً لضحايا آخرين وضرراً كبيراً على المجتمع.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
مصر تراقب صلاة التراويح.. و«تويتر» يغرق في التعليقات الساخرة
السلطات الألمانية توقف مذيع “الجزيرة” أحمد منصور بناء على مذكرة توقيف مصرية
الأزهر يستنكر منع الصين للصوم بإقليم شينجيانغ
إيبولا.. لماذا لم يتم التوصل إلى لقاح
محمد مرسى يفقد وظيفته الأساسية