أرجع خبراء اقتصاديون أخبار تهاوي الريال اليمني أمام الدولار الأمريكي ووصول سعر الدولار إلى 240 ريال يمني اليوم الثلاثاء إلى وجود عملية سحب خفية للدولار من السوق اليمنية تقف ورائها أطراف سياسية خارجية وداخلية في سياق الحرب التي تشنها دول التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية على اليمن منذ 4 أشهر.

وأوضح خبير مالي طلب عدم الكشف عن هويته إن انهيار الريال اليمني كان متوقعا منذ بدء الحرب وتوقف الإيرادات والحصار الذي فرضته دول التحالف إضافة إلى هجرة العديد من رؤوس الأموال اليمنية إلى الخارج بفعل الحرب الداخلية التي فرضتها جماعة الحوثيين في عدن وتعز والحديدة ومأرب وغيرها من المدن اليمنية وحالة التضييق التي فرضتها الجماعة وما تطلبه حربها من تمويل ضخم، لافتا إلى أن قرار محافظ البنك المركزي اليمني بن همام بتجميد الدولار ووقف التعامل به محليا ساهم كثيرا في الحفاظ على استقرار الريال اليمني طيلة الأشهر الأربعة الماضية على وجه الخصوص.
وبين الخبير أن تهاوي الريال اليمني خلال اليومين الماضين ليس مرتبطا بقرار الحكومة اليمنية في الرياض توقيف النشاط الملاحي في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيين بقدر ما هو مرتبط بقرار تعويم أسعار بيع المشتقات النفطية الصادر عما يعرف باللجنة الثورية العليا التي يسيطر من خلالها الحوثيين على الحك في البلاد، حيث فرض القرار حربا اقتصادية جديدة بين المملكة السعودية والمؤيدين اليمنيين لها والحوثيين، تهدف إلى سحب الدولار من السوق اليمنية من أجل تهاوي سعر الريال وبالتالي ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، خشية أن يؤدي قرار التعويم إلى تخفيض سعر المشتقات النفطية في اليمن تماشيا مع انخفاض سعر البرميل النفط عالما خلال هذه الفترة، والذي قد يسهم في تحقيق الحوثيين انتصارا اقتصاديا على المستوي المحلي