تدير عملها من خلال حسابها على ((الفيس بوك)).. شابة يمنية ...تغمرحياة الفقراء بالضوء وتزرع في أفقهم البهجة
الأربعاء 03 يونيو-حزيران 2015 الساعة 04 مساءً / خاص
عدد القراءات (1221)
تمكنت من إضاءة ظلمة حياة يمنين كثر، إذ زرعت قطرات ضوء في درب أٌناس، أظلمت في دروبهم الفرحة، فكانت مزن هطل على حياتهم المجدبة، لتهتز وتربو وتخضر أقحوان وسنابل.

مثلما استطاعت تقدم الكثير، فما المانع أن تغدوا تجربتها، من أهم التجارب وتتجه نحو تأسيس بنك للفقراء، كالذي أسسه البروفيسور -الدكتور محمد يونس، في بنجلادش ليكون أول بنك للفقراء في العالم.

 


بكل تأكيد لا تختلف عن كونها زهرة، فواحة بالعطر والأريج، أبهجت حياة كثير من الفقراء، وذوي الاحتياجات الخاصة والمعدمين، والمرضى غير القادرين على مداواة آلامهم.
أنثى يمنية، تنظر إلى الحياة من منظور يختلف كثيراَ عن النظرة العامة.. تمكنت من إضاءة ظلمة حياة يمنين كثر، إذ نذرت سعادتها لزراعة قطرات ضوء في درب أٌناس، أظلمت في دروبهم الفرحة، فكانت المزن الذي هطل على حياتهم المجدبة، لتهتز وتربو وتخضر أقحوان وسنابل.
نسرين عبدالله الأغبري، فتاة يمنية وجدت نفسها مغرقة في العمل الطوعي الإنساني، تدير عملها من خلال حسابها على الفيس بوك، ولم تذهب بعيداً كما تفعل ألاف المنظمات التي لا تملك من العمل إلا الاسم.. نسرين تؤمن أنها خلقت لتكون عون للمحتاجين.

ازرع بسمة
طرزت احد منشوراتها بعبارة "ازرع بسمة في وجه طفل"، وهو منشور لحملة بدأتها قريباً تهدف من خلالها إلى جمع ملابس وحاجيات عيدية للمعوزين، الذين لن تستلذ ببهجة العيد وهم لم يتذوقوا فرحة العيد، وجراء مصداقيتها في ما تقوم به، وبدافع حب زرع الفرحة والأمان في حياة المساكين، استشعر كثير من فاعلي الخير، فيها ذلك وبادروا إلى مساندتها في تنفيذ برامجها الإنسانية، وكذلك التكفل بعلاج أناس كٌثر، كما أدخلت الفرحة على حياة أسر فقيرة.
في السادس من شهرنا الجاري، كانت مع اختبار من نوع قاسٍ للغاية، 11طفلاً يتيماَ، يعيشون وضعاً بأساً، فرأت أنه ليس من الصح حل مشكلتهم بالطرق الاعتيادية، أي مدهم بما يسد حاجتهم لفترة من الطعام والملابس، فعمدت إلى التفكير لهم بمشروع، سيوفر لهم مصدر عيش كريم على المدى البعيد، بل من خلال ذاك المشروع، سيتمكنون من فعل شيء لأنفسهم.

11يتيماً
مشروع الــ11يتيماً، بعد التفكير به والجدوى منه، تبعه تحديد الاحتياجات فكان مبلغ 150ألف، هو رأس المال المطلوب، ويتمثل المشروع، في جلب مجموعة من الأغنام للأيتام، كونهم في منطقة يتوفر فيها المرعى، والظروف الملائمة للرعي، وتمكنت بتوفيق من الله من إنجاز المشروع، وتوفير ما كان يحلم به الأيتام، ويكفل لهم العيش الكريم، والتمكن من التعلم، كما تم كفالتهم من قبل فاعل خير.
برامجها الإنسانية لم تتوقف على تقديم المساعدات، أو علاج المرضى، وإقامة مصادر رزق من خلال ما يجود به فاعلي الخير، بل امتد إلى مساعدة العاطلين عن العمل، على الحصول على وظائف، وليس هذا فحسب، وإنما تبتكر أدوات وبرامج عمل ومساعدات غير تقليدية، فتقوم بتنويع أدوات وأفكار عملها، وفقاً للحالات والبيئة والوضع الخاص والعام لمن تقدم لهم العون.

ليس من السهل
وجراء الوضع الذي أفرزته كثير مما يٌطلق عليها، جمعيات ومؤسسات ومنظمات، تدعي فعل الخير، في حين أنها لا تتخذ من ذلك ستار، في ظل الوضع هذا صار هذا الحقل ملغوم، ويٌشار إليه بنوع من الشك والريبة، رغم أن هناك حالات لا تمت بصلة لواقع الحقل هذا.
حالات ومبادرات إنسانية كثيرة وصادقة، واستطاعت أن تصنع فرق كبير، في حياة فقراء ومعدمين ومرضى وأيتام، وتغمر حياتهم بقطرات ضوء، لكن النظرة التي لا ترتكز على التفحص والتمعن، لم تفرق بينها وبين عكسها...

ليس من السهل في الكتابة، نقل الحقيقة والواقع، إذا لم تكن مستقاة من الواقع، ودون تحوير أو تحقيق هدف خفي، وفي المقابل يكون سهل للغاية، جعل الحرف مرآة للحقيقة، في حين تكون الكتابة مخاض لميلاد حقيقة فعلية، مجردة من التنميق والبهرجة.

في غمرة الذوبان في طقوس تفاصيل حكاية، "نسرين الأغبري.. أنثى غمرت حياة كثير بقطرات ضوء" كان التجرد الوحيد الحاضر ولا سواه.. وللإيضاح أكثر، نحن لا نعرف هذه الأنثى ولا نتملص من الإفصاح عن حقيقة مفادها أن فكرة كانت تراودنا في التواصل معها، لكن تخلصنا من تلك الفكرة، وعمدنا إلى طريقة أخرى، ارتكزت على خوض مغامرة التلصص، على تحركها سراً ودون أن تشعر بتاتاً بذلك.

حكاية شهية
ومن منطلق حكاية شهية للغاية، تناقلتها كتب هندية، ملخص الحكاية: في إحدى الأيام، وفي مقاطعة هندية ساحلية اتخذ شيخ طاعن في السن، من الساحل مكاناً له، يراقب نجم البحر الذي يقذفه موج البحر، ويعيده إلى المياه، ولفت ذاك التصرف نظر شاب، لم يٌخبر الحياة عن معرفة، ومن باب الفضول أولاً اقترب من الشيخ، وسأله ما الذي تفعله هنا أيها العجوز، فرد العجوز بابتسامة: أعيد لنجم البحر حياته، فتحول فضول الشاب إلى سخرية، وخاطب العجوز بالقول: يبدوا أنك فقدت عقلك، انظر أيها العجوز الساحل يمتد مئات الكيلو مترات، فما الذي عساك أن تفعله مع كل نجم البحر الذي يقذفه الموج، وأجابه العجوز انتظر قليلاً، وجاءت موجة لترمي بنجم بحر إلى الخارج، فأخذها العجوز وأعادها إلى البحر، وقال للشاب انظر صنعت فرقاَ.

ملخص الحكاية لو أن كل شخص، زار الساحل ووجد نجم بحر قذفه موج وأعاده إلى البحر، حينها لن يموت نجم بحر واحد، لكن أن يعتقد كل شخص أن ما يقوم به ما هو إلا مجرد لا شيء مما يقتضي الوضع، حينها ستنتهي الحياة..

عديمي الرحمة
وبالعودة إلى حكاية نسرين، وبعد مطالعتنا لما تقوم به، عبر حسابها على الفيس بوك، لم نعمد إلى إتباع الطرق المعتادة في التعاطي معها، بل تعمدنا مراقبتها منذ أشهر، كنا نشاهد الكثير من التعليقات تتهمها بالاحتيال، أو إنها أخذت هذه الطريقة وسيلة للاسترزاق.
لذلك إرتأينا أن نبذل جهد لنصل إلى مكامن الحقيقة، وتمكنا من الوصول للكثير من الأسر دونما تعلم نسرين، فكانت المفاجئة التي لم نتوقعها إن هذه الأنثى، كانت تقدم لهم أكثر مما كانت تعرضه بالفيس بوك من نماذج لتدحض اتهامات عديمي الرحمة.

لم تعد تتسول
عجوز عمرها 72 عاما، كشفت لنا أنها كانت تذهب كل صباح إلى المنازل في أحد أحياء العاصمة صنعاء، للبحث من منازل الأغنياء، عن بقايا طعام تسد به الرمق لها وأبنتها المطلق' وأولاد أبنتها الأطفال، لكنها منذ أن وصلت إليها نسرين قبل حوالي خمسة أشهر، أكتفت بما تقدمه لها من دعم شهري، لشراء احتياجاتها وكذلك ابنتها وأطفالها، وتوفير مصروفاتهم الشهرية، وهي الآن سعيدة بذلك، وقد أعانتها نسرين ذل السؤال.

رفضت استلام المبلغ
شخص أخر يعاني من مرض مزمن، نتذكر أن نسرين عرضت صورته عبر صفتحها في الفيس بوك، داعية أصحاب الخير لمساعدته، فهلت عليها الشتائم والسباب من كثير معلقين، وقٌدر لنا أن نقابل هذا الشخص بصحبة فاعل خير جاء عن طريق نسرين.
قال فاعل الخير: عندما اتصلت بها -يقصد نسرين، كي ادفع لها مبلغ من تكاليف علاجه رفضت بشدة استلام المبلغ وأعطتني عنوانه، ما جعلني أثق بها أكثر، وفعلا ذهبت لزيارة المريض، ووجدته بوضع صحي وإنساني مؤلم .. ولكن بتوفيق الله ومساعدة الأخت نسرين، ها انتم تشاهدونه بأم أعينكم، وقد تجاوز حالته.
وأضاف فاعل الخير: لقد وجدت طريقة ناجحة جعلتني أستطيع مساعدة الآخرين، وكانت نسرين هي من دلتني إلى هذه الطريقة، التي تضمن وتؤمن مساعدة الفقراء، وحسب قوله تأكد لي بما لا يدع مجالا للشك أنها فعلا طريقة أفضل من كثير من الجمعيات والمنظمات التي تدعي أنها همزة وصل بين الأغنياء والفقراء، سيما الجمعيات ذات الطابع الديني التي تقول إنها تكفل الأيتام، وتتصدق على الفقراء والمعوزين.

نافذة ضوء
ومن خلال ما سبق طرحه، لم يعد غريباً أن تتمكن، هذه الأنثى من فتح نوافذ للضوء، إلى حياة كثير من الفقراء والمرضى والمعدمين وغيرهم، ما دام وهي لم تجد روحها وألقها، إلا في تحسس أوجاع الفقراء، والمرضى ومساندة المعوزعين.. كيف لم تغدوا نافذة ضوء في حياة كثير يمنين، وهي التي غادرت روحها الأنثى، لتفتش في كل مكان تتمكن من الوصول إليه، عن منزل أو أسرة أو كهل أو طفل أو...إلخ، يشتكي من العوز فتكون لهم الأم والأخت والابنة، وترفض أن تغادر إلا وقد غمرتهم الفرحة أو الصحة قضاء الحاجة.
نسرين الأغبري، ابنة تعز الحالمة، سليلة الثقافة والمدنية، هطلت كومض البرق على آزال التاريخ، وعطرت أجواء الياجور بروحها الندية.. وبعزم وثقة بالله ومثابرة، كانت غدت سنبلة تبذر الزرع الطيب في حياة الكثير، وما زالت تتحسس الأماكن وصولاً إلى تحقيق حلم، كان ينشده شاب أو مساعدة مريض على الشفاء، أو كفالة أيتام أو....إلخ.

تحقيق الحلم
هناك شاب كان يعيل أسرة، وبعون ساندته ليمتلك مشروعه الخاص، وثمة أخر نزف روحه في التعليم ولم ينل حقه في التوظيف، فكانت له الحلم الذي طالما راوده، وأوصلته بحلمه أي ساعدته وحصل على وظيفة، وكون حياته، وهنا أطفال كان يتقاذفهم الفقر، فأصبحوا في كنف كفيل، أو غدا لهم مشروعهم الخاص، وهي لا تتوقف عن متابعتهم ومنحهم النصح والتوجيه.

وعلى طرف أخر، أصبحت كثير من البيوت، تزينها المصابيح الكهربائية، من خلال الحملة التي قامت بها مع شباب يحملون نفس المشاعر، لتوفير المصابيح للفقراء، وكما تتوالى كذلك هي وتقديمها مزيد من العون، وتحقيق أحلام من تمكنت من الوصول إليهم، والمساعدة على الشفاء من عاهة أو مرض.
عمل رائد

حقيقة وبكل إنصاف تمكنت هذه الأنثى من تقديم ما لم يستطع تقديمه، ألاف من الجمعيات والمنظمات التي لا تكف تجفيف منابع العون، ولذلك تستحق هذه الأنثى أن تكون من ابرز رائدي الخير في اليمن، ومثلما استطاعت تقدم الكثير، فما المانع أن تغدوا تجربتها، من أهم التجارب في هذا المجال، وتتجه نحو تأسيس بنك للفقراء، كالبنك الذي أسسه البروفيسور -الدكتور محمد يونس، في بنجلادش ليكون أول بنك للفقراء في العالم، وأنجح تجربة بنك فقراء، وليس كبنك الفقراء القائم في اليمن حالياً، الذي ليس فيه للفقراء سوى جزء من الاسم.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
غارات جديدة على مبنى الاذاعة ومعسكر الصيانة شمال صنعاء
المركز اليمني ينشر أسماء 9 مواقع استهدفهم طيران التحالف بتعز واحتدام المعارك بين المقاومة والحوثيين
وكالة روسية: الحوثيون يسلمون واشنطن طيارين فقدا قرب مطار صنعاء الأسبوع الماضي
مجلس الأمن يعقد جلسة خاصة بشأن اليمن اليوم الأربعاء ويدعو لهدنة جديدة
سلسلة من الغارات العنيفة للتحالف على مواقع شمال صنعاء"صور"