|
إلى اطراف الصراع في اليمن الحل بالحوار لا بالقتل والحصار
بقلم/ حميد قائد الشابرة
نشر منذ: 9 سنوات و شهر و 16 يوماً الثلاثاء 06 أكتوبر-تشرين الأول 2015 09:33 م
ارتكب الحوثيون خطأ جسيما عندما اقتحموا صنعاء وحاصروا الحكومه وهادي ووضعوهم تحت الاقامه الجبريه
وزاد الطين بله عندما اجتاحوا بقية المدن وعلى رأسها تعز والمحافظات الجنوبيه
فاشتعلت اليمن كلها بدون اية مبرر ,
ثم جأت الطامه بأرتكاب ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزيز خطأ فادح لم يرتكبه من قبلة أحد من أشقائه الذين حكموا المملكة على مر العقود السابقة بخوضه الحرب ضد بلد شقيق مثل اليمن وتسخير كل إمكانيات المملكة المادية والعسكرية لتدمير البنية التحتية لذلك البلد وقتل شعبة وفرض الحصار الخانق علية برا وبحر وجوا وضخ اموال طائلة لشراء الاعلام العربي والعالمي وأخراصه عن نقل ما يجري على الارض وإسكاته عن قول الحقيقة.
ماذا لو قدر للملك سلمان بن عبد العزيز ان يحذوا حذوا سلفة وشقيقة الراحل الملك عبدالله رحمه الله
وواصل ما كان قد بدا به من خلال تقديم المساعدات والمعونات للشعب اليمني وعمل على دفع عجلة اقتصاد البلد الفقير الى الامام وقام بتسخير جزء بسيط من فاتورة الحرب التي تجاوزة ٥٠ مليار دولار حتى اليوم والتي طال امدها وتجاوزت الفترة المحددة بكثير وقد تستمر لأشهر قادمة وربما سنوات بدل من تسخيرها للقتل دون اي مبرر او مسوغ قانوني وفرض الحصار عليهم الامر الذي زاد من معاناتهم وآلامهم سيما وانهم يعيشون ظروف اقتصادية صعبة في ضل تزايد نسب البطالة التي خلفتها المواجهات المسلحة بين الحوثين الذين اجتاحوا المدن اليمنية تحت مبررات اسقاط الجرعة السعرية في المشتقات النفطية والتي سرعان ما جاءت بما هو اسوأ واسوأ واسوأ وبين مقاتلي المقاومة الذين يوكدون قتالهم لجماعة الحوثي التي يتهمونها بالاستيلاء على الدولة وتدمير الاقتصاد الوطني وعدم وجود برنامج واضح وصريح في بناء الدولة اليمنية اقتصادياً وسياسياً.
لا يوجد شيء مستحيل على هذه الارض فكل مشكلة يوجد لها حل وكل عداء سيتم تسويته وتعود المياه الى مجاريها مهما حاول الكثير توجيهها في مصب اخر
فالمملكة العربية السعودية تصر على مواصلة الحصار على اليمن وقصفها العنيف على مدنها لتحقيق انتصار حتى لو حولت تلك المدن الى اكوام من رماد بفضل ترسانتها العسكرية الضخمة والمتطورة في مقابل اصرار الحوثيين والجيش الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على الوقوف في وجه من تسميهم الغزاة وعدم الاستسلام مهما كانت نتائج ذلك التحدي تحت مبررات ان النصر قادم وان اليمن مقبرة الغزاة مهما طال امد الحرب والمواجهات دون التفكير بالعواقب الوخيمة التي تمس حياة المواطنين البسطاء وتأثيرها على معيشتهم في المستقبل القريب في حال استمرت تلك الحروب والحصار وعدم التركيز ان الطرف الاخر لن ينهار بسهولة اذا ما استمرت المواجهات سيما وانها تمتلك ثروة بتروية ضخمة فضلا عن الدعم العسكري واللوجستي التي تحصل عليه من الدول العظماء مثل أمريكا وربما تحصل على دعم مالي اذا ما استدع الامر ذلك.
يعرف الجميع ان الحروب ما ان حلت في بلد إلا انهكته واهلكته فثمرتها الوحيدة هي الخسائر المادية والبشرية فخلال الستة الاشهر الماضي وصل العجز في الموازنة العامة للسعودية ٥٧ مليار دولار بالإضافة الى بيع اذون خزانة ومستندات بمبلغ ١٥ مليار دولار لسد العجز في الموازنة التي خلفها الانفاق الكبير على الحرب في اليمن في مقابل وصول الاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية في البنك المركزي اليمني الى ادنى من ٣٠% في الوقت الذي خسر القطاع الرياضي اكثر من ٢١ مليار ريال يمني والقطاع الزراعي اكثر من مليار دولار فضلا عن خسارة القطاع النفطي عشرات المليارات من الدولارات يوميا نتيجة توقف الانتاج ناهيك ان القطاع السياحي خلال الفترة الحالية لم يجني حتى فلس واحد في حين يسجل خسائر فادحة وغير متوقعة فالخسائر في اليمن لن يستطع احد حصرها في الوقت الراهن خصوصا وان الحرب لاتزال قائمة وكل يوم يتم تدمير البنية التحتية ومنازل المواطنين التي افنا اصحابها اعمارهم في العمل من اجل بناءها.
لقد كان باستطاعة المملكة تسوية الاوضاع في اليمن والدخول كوسيط لحل القضايا العالقة بين الحوثيين وحكومة بحاح والرئيس هادي وتجنيب اليمن الحرب التي اوشكت الدخول في شهرها السابع دون تحقيق اي نتيجة سوا المواجهات العبثية بين الحوثيين والمقاومة في اكثر من ١٨ جبهة في عدد من المحافظات اليمنية او تلك الحرب الاكثر دموية التي تقوم بها دول التحالف بقيادة السعودية على اليمن واخراج البلد الى بر الامان حتى وان كلفها ذلك الكثير من المال فمشكلة اليمن مشكلة اقتصادية بدرجة اولى فاليمن كان بحاجة الى انعاش الاقتصاد بما يسهل حصول الفرد على قوته اليومي دون جهد وعنا كبير بدل من إعطائه السلاح الذي جلب لهم الدمار ووزع لهم الموت دون وجه حق فالشعب اليمني لم يجني من تلك الحروب العبثية سوا الويل والدمار والعبث بمقدراته الوطنية.
من هنا اوجه رسالتي الى كل من يعي معنى التصالح والتسامح ومن يدركون ان ذلك لا يحدث الا بالحوار الجاد والصادق وعدم وضع العراقيل والمطبات في وجه المتحاورين بهدف افشاله او من اجل تحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب الوطن فبالحوار ستخرج اليمن مما هي فيه حاليا وبالرصاص والبارود ستكون اليمن قنبلة موقوتة في وجه المنطقة برمتها خصوصا دول الجوار التي ستكتوي بنيرانها في المستقبل القريب واقولها صراحة انه اذا ما كان هناك نوايا سعودية حقيقية للحل فإنها ستنجح في ذلك وسترعى حوار بين هادي وحكومة بحاح من جهة والحوثيين والرئيس السابق من جهة اخرى .
اقولها ان الحسم في اليمن لن يكون عسكريا وان حدث ذلك فسيكون مكلف وباهض الثمن وسيطال امد الحرب لأعوام قادمة وسوف تتسع رقعة الحرب الى خارج حدود البلدين ويكون هناك تدخلات إقليمية ودولية غير ان الحل في اليمن هو الحوار الجاد والصريح ومن اجل تحقيق ذلك اضع هذه البنود للحل بطريقة اجتهاد شخصي.
1 - إيقاف الحرب الذي تشنه دول التحالف على اليمن بشكل فوري وعاجل في مقابل وقف الحوثيين والجيش اليمني المواجهات داخل الأراضي السعودية وحدودها مع اليمن.
2 سحب جماعة الحوثي مسلحيها من جميع المحافظات التي استولت عليها خلال الأشهر الماضية وإعادة السلاح الذي نهبته الى المعسكرات بالإضافة الى تسليم الأسلحة الثقيلة التي كانت بحوزتها على خلفية الحروب الستة مع الدولة.
3-التزام الجماعات المسلحة المندرجة تحت مسمى المقاومة بترك جبهات القتال وعدم العودة اليها وتسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة التي حصلوا عليها من التحالف الى معسكرات الدولة.
4-تسليم المؤسسات والمقار الأمنية والعسكرية التي تحت سيطرت الحوثيين والمقاومة الى الجيش والامن اليمني وعدم التدخل في أعمالهم وصلاحياتهم.
5-تسليم المؤسسات المدنية والوزارات والمكاتب التنفيذية الى حكومة بحاح والسماح لها بمزاولة اعمالها من داخل العاصمة صنعاء دون اعتراض اوي أي تدخل من قبل أي طرف.
6-سرعة إطلاق سراح الاسرى والمعتقلين من الجانبين واعادتهم الى اهاليهم.
7-ضرورة التزام الحوثيين والمقاومة بعدم العودة مرة أخرى الى مربع العنف والمواجهات والاقتتال الداخلي والتأكيد على جميع الأطراف العمل بروح الفريق الواحد بما فيه مصلحة الوطن.
8-التزام السعودية بإعادة اعمار وتشييد البنية التحتية لليمن الذي دمرته الحرب وانشاء صندوق لإعادة الاعمار وتعويض المتضررين
9-عقد مؤتمر صلح وتسامح بين جميع أطراف المكونات السياسية والتوقيع على وثيقة شرف تحرم وتجرم كل من يحاول جرح البلاد الى دائرة الصراع او التهرب عن المسئولية تجاه هذا الوطن وقوف الجميع ضد من يحاول ذلك.
10-تشكيل مجلس رئاسي يمني مكون من 6 اشخاص أي شخص يمثل الحكومة والرئاسة اليمنية الحالية وثاني عن المؤتمر وحلفاءه وثالث عن المشترك وشركائه ورابع عن جماعة الحوثي (أنصار الله) وممثل خامس عن الحراك الجنوبي وعضو سادس يمثل مكونات المقاومة بمختلف فئاتها وذلك لمدة لا تزيد عن 90 يوميا يتم من خلالها الاعداد لانتخابات رئيس للبلاد. |
|
|