"أنت فاشل/ـة". لحظة نسمعها تهز ثقتنا بأنفسنا ونشعر بالدونية والإحباط، ومع الوقت يسكننا شعور بالعجز وعدم القدرة على إنجاز الأمور بشكل صحيح، مهما كانت بسيطة، إضافة إلى أن إحساسنا بقيمة ذاتنا يصبح متدنياً أو ينعدم، ونشعر بالخوف والارتباك حين يُطلب منّا القيام بأمور إنجازها مرتبط بحكم أو تقييم يصدر بحقنا.
التأثير الذي تحدثه كلمة "فاشل/ـة" متفاوت بين شخص وآخر وله علاقة بالعمر والنضج بكل أشكاله وبالشخص الذي يقولها لنا، فإنْ صدرت عن شخص نحترمه ويهمنا رأيه سيكون أثرها قوياً والعكس صحيح.
بعض الأشخاص يقولون كلمة فاشل بأسلوب يجعلك تشعر بأنك فاشل في كافة مجالات الحياة وليس في مجال محدد. بالنسبة إلي، ومنذ سنوات طويلة أخرجت هذه الكلمة من مفرداتي وأصبحت أقول: فلان لم ينجح أو أخفق أو لم يكن موفقاً أو لم يقدّر الأمور بشكل صحيح، لأنني أرى أنه من الظلم أن ننعت إنساناً بكلمة فاشل إنْ لم ينجح في إنجاز مهمة ما كما يجب، لأنه قد يكون ناجحاً في مجالات أخرى، إضافة إلى أن هناك كثيراً من العوامل الذاتية والخارجية التي تساهم في إخفاق الإنسان بإنجاز بعض المهام الموكلة إليه.
في حياتنا توجد أشياء عديدة، وبغض النظر إنْ كانت ستنتهي بالنجاح أو الإخفاق يجب أن نجربها كي نكتسب الخبرة ونتعلم كيف ننجح في المرات القادمة أو على الأقل كيف نقصر الأمور على أقل الخسائر.